ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ; أي : من الجهات الأربع التي يعتاد هجوم العدو منها ، مثل قصده إياهم للتسويل والإضلال من أي وجه يتيسر بإتيان العدو من الجهات الأربع ، ولذلك لم يذكر الفوق والتحت .
وعن رضي الله عنهما : من بين أيديهم : من قبل الآخرة ، ومن خلفهم : من جهة الدنيا ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم : من جهة حسناتهم وسيئاتهم . ابن عباس
وقيل : من بين أيديهم : من حيث يعلمون ويقدرون على التحرز منه ، ومن خلفهم : من حيث لا يعلمون ولا يقدرون ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم : من حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ، ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم ، ومن حيث لا يتيسر لهم ذلك ، وإنما عدي الفعل إلى الأولين بحرف الابتداء ; لأنه منهما متوجه إليهم ، وإلى الآخرين بحرف المجاوزة ; فإن الآتي منهما كالمنحرف المتجافي عنهم ، المار على عرضهم ، ونظيره : جلست عن يمينه .
ولا تجد أكثرهم شاكرين ; أي : مطيعين ، وإنما قاله ظنا لقوله تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ، لما رأى منهم مبدأ الشر متعددا ، ومبدأ الخير واحدا . وقيل : سمعه من الملائكة عليهم السلام .