nindex.php?page=treesubj&link=10461_30525_30532_30564_30569_30723_30743_31388_32360_32384_32532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم nindex.php?page=treesubj&link=30743_32384_32487_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين nindex.php?page=treesubj&link=10301_30743_31388_32384_34462_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30743_32384_32491_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم nindex.php?page=treesubj&link=19087_27521_30743_32384_32532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم nindex.php?page=treesubj&link=19087_30743_31388_32384_33134_34324_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم nindex.php?page=treesubj&link=18243_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28723_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم nindex.php?page=treesubj&link=19087_30532_32410_32532_34091_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=28723_32491_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم nindex.php?page=treesubj&link=19087_28723_29717_32491_34092_34106_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم nindex.php?page=treesubj&link=16341_19957_20043_28723_29694_30658_32338_32371_32468_34405_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=10461_27521_30532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=treesubj&link=30359_30497_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_30532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين nindex.php?page=treesubj&link=29694_33690_34328_34343_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم [ ص: 1155 ] لما ذكر فيما تقدم
nindex.php?page=treesubj&link=10465_29382تعظيم الرمي بالزنا عموما، صار ذلك كأنه مقدمة لهذه القصة، التي وقعت على أشرف النساء، أم المؤمنين - رضي الله عنها - وهذه الآيات
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862نزلت في قصة الإفك المشهورة الثابتة في الصحاح والسنن والمسانيد .
وحاصلها
nindex.php?page=hadith&LINKID=652467أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، ومعه زوجته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الصديقة بنت الصديق، فانقطع عقدها، فانحبست في طلبه، ورحلوا جملها وهودجها فلم يفقدوها، ثم استقل الجيش راحلا وجاءت مكانهم، وعلمت أنهم إذا فقدوها رجعوا إليها، فاستمروا في مسيرهم، وكان nindex.php?page=showalam&ids=4262صفوان بن المعطل السلمي من أفاضل الصحابة - رضي الله عنه - قد عرس في أخريات القوم ونام، فرأى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - فعرفها، فأناخ راحلته، فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه، ثم جاء يقود بها بعدما نزل الجيش في الظهيرة، فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك السفر مجيء nindex.php?page=showalam&ids=4262صفوان بها في هذه الحال أشاع ما أشاع، ووشي الحديث، وتلقفته الألسن، حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين، وصاروا يتناقلون هذا الكلام، وانحبس الوحي مدة طويلة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبلغ الخبر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بعد ذلك بمدة، فحزنت حزنا شديدا، فأنزل الله تعالى براءتها في هذه الآيات، ووعظ الله المؤمنين، وأعظم ذلك، ووصاهم بالوصايا النافعة. [ ص: 1156 ] (11) فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إن الذين جاءوا بالإفك أي: الكذب الشنيع، وهو رمي أم المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11عصبة منكم أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين، منهم المؤمن الصادق في إيمانه، ولكنه اغتر بترويج المنافقين، ومنهم المنافق،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لما تضمن ذلك تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها، والتنويه بذكرها، حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد، التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة، فكل هذا خير عظيم، لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك، وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا، ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم، وأخبر أن قدح بعضهم ببعض كقدح في أنفسهم، ففيه أن
nindex.php?page=treesubj&link=18300المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم واجتماعهم على مصالحهم كالجسد الواحد، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه فليكره من كل أحد أن يقدح في أخيه المؤمن الذي بمنزلة نفسه، وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة فإنه من نقص إيمانه وعدم نصحه،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك، وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك، وقد حد النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم جماعة،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11والذي تولى كبره أي: معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث
عبد الله بن أبي ابن سلول -لعنه الله-
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11له عذاب عظيم ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار.
(12) ثم أرشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا أي: ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12وقالوا بسبب ذلك الظن
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16سبحانك أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12هذا إفك مبين أي: كذب وبهت من أعظم الأشياء وأبينها، فهذا من الظن الواجب حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه ويكذب القائل لذلك.
(13)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء أي: هلا جاء الرامون على ما رموا به بأربعة شهداء أي: عدول مرضيين،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون [ ص: 1157 ] وإن كانوا في أنفسهم قد تيقنوا ذلك، فإنهم كاذبون في حكم الله؛ لأن الله حرم عليهم التكلم بذلك، من دون أربعة شهود، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13فأولئك عند الله هم الكاذبون ولم يقل: "فأولئك هم الكاذبون" وهذا كله من
nindex.php?page=treesubj&link=18310تعظيم حرمة عرض المسلم، بحيث لا يجوز الإقدام على رميه من دون نصاب الشهادة بالصدق.
(14)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة : بحيث شملكم إحسانه فيهما في أمر دينكم ودنياكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14لمسكم في ما أفضتم أي: خضتم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14فيه من شأن الإفك
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14عذاب عظيم لاستحقاقكم ذلك بما قلتم، ولكن من فضل الله عليكم ورحمته أن شرع لكم التوبة، وجعل العقوبة مطهرة للذنوب.
(15)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه بألسنتكم أي: تلقفونه، ويلقيه بعضكم إلى بعض، وتستوشون حديثه، وهو قول باطل.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم والأمران محظوران، التكلم بالباطل، والقول بلا علم،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وتحسبونه هينا فلذلك أقدم عليه من أقدم من المؤمنين الذين تابوا منه، وتطهروا بعد ذلك،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وهو عند الله عظيم وهذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها، فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئا، ولا يخفف من عقوبة الذنب، بل يضاعف الذنب، ويسهل عليه مواقعته مرة أخرى.
(16)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16ولولا إذ سمعتموه أي: وهلا إذ سمعتم -أيها المؤمنون- كلام أهل الإفك
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16قلتم منكرين لذلك، معظمين لأمره:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16ما يكون لنا أن نتكلم بهذا أي: ما ينبغي لنا، وما يليق بنا الكلام بهذا الإفك المبين؛ لأن المؤمن يمنعه إيمانه من ارتكاب القبائح
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16هذا بهتان أي: كذب
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16عظيم . (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يعظكم الله أن تعودوا لمثله أي: لنظيره من رمي المؤمنين بالفجور، فالله يعظكم وينصحكم عن ذلك، ونعم المواعظ والنصائح من ربنا، فيجب علينا مقابلتها بالقبول والإذعان والتسليم والشكر له، على ما بين لنا أن الله نعما يعظكم به
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17إن كنتم مؤمنين دل ذلك على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28803الإيمان الصادق يمنع صاحبه من الإقدام على المحرمات. (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18ويبين الله لكم الآيات المشتملة على بيان الأحكام والوعظ والزجر والترغيب والترهيب، يوضحها لكم توضيحا جليا.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18والله عليم حكيم أي:
[ ص: 1158 ] كامل العلم عام الحكمة، فمن علمه وحكمته أن علمكم من علمه، وإن كان ذلك راجعا لمصالحكم في كل وقت.
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة أي: الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة، فيحبون أن تشتهر الفاحشة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19في الذين آمنوا لهم عذاب أليم أي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره ونقله؟ وسواء كانت الفاحشة صادرة أو غير صادرة، وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19والله يعلم وأنتم لا تعلمون فلذلك علمكم، وبين لكم ما تجهلونه.
(20)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20ولولا فضل الله عليكم قد أحاط بكم من كل جانب
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20ورحمته عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وأن الله رءوف رحيم لما بين لكم هذه الأحكام والمواعظ والحكم الجليلة، ولما أمهل من خالف أمره، ولكن فضله ورحمته، وأن ذلك وصفه اللازم آثر لكم من الخير الدنيوي والأخروي ما لن تحصوه أو تعدوه.
(21) ولما نهى عن هذا الذنب بخصوصه نهى عن الذنوب عموما فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان أي: طرقه ووساوسه، وخطوات الشيطان يدخل فيها سائر المعاصي المتعلقة بالقلب واللسان والبدن. ومن حكمته تعالى أن بين الحكم، وهو:
nindex.php?page=treesubj&link=30469النهي عن اتباع خطوات الشيطان، والحكمة، وهو: بيان ما في المنهي عنه من الشر المقتضي والداعي لتركه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه أي: الشيطان
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يأمر بالفحشاء أي: ما تستفحشه العقول والشرائع من الذنوب العظيمة، مع ميل بعض النفوس إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21والمنكر وهو ما تنكره العقول ولا تعرفه، فالمعاصي التي هي خطوات الشيطان لا تخرج عن ذلك، فنهي الله عنها العباد نعمة منه عليهم أن يشكروه ويذكروه؛ لأن ذلك صيانة لهم عن التدنس بالرذائل والقبائح، فمن إحسانه عليهم أن نهاهم عنها، كما نهاهم عن أكل السموم القاتلة ونحوها،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا أي: ما تطهر من اتباع خطوات الشيطان؛ لأن الشيطان يسعى - هو وجنده - في الدعوة إليها وتحسينها، والنفس ميالة إلى السوء أمارة
[ ص: 1159 ] به، والنقص مستول على العبد من جميع جهاته، والإيمان غير قوي، فلو خلي وهذه الدواعي ما زكي أحد بالتطهر من الذنوب والسيئات والنماء بفعل الحسنات، فإن الزكاء يتضمن الطهارة والنماء، ولكن فضله ورحمته أوجبا أن يتزكى منكم من تزكى، وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها" ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولكن الله يزكي من يشاء من يعلم منه أن يتزكى بالتزكية، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21والله سميع عليم .
(22)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أي: لا يحلف
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا كان من جملة الخائضين في الإفك
nindex.php?page=showalam&ids=7927 "مسطح بن أثاثة" وهو قريب
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكان
nindex.php?page=showalam&ids=7927مسطح فقيرا من المهاجرين في سبيل الله، فحلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن لا ينفق عليه؛ لقوله الذي قال، فنزلت هذه الآية، ينهاه عن هذا الحلف المتضمن لقطع النفقة عنه، ويحثه على العفو والصفح، ويعده بمغفرة الله إن غفر له، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم إذا عاملتم عبيده بالعفو والصفح، عاملكم بذلك، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر - لما سمع هذه الآية-: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع النفقة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7927مسطح. وفي هذه الآية دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=33300النفقة على القريب، وأنه لا تترك النفقة والإحسان بمعصية الإنسان، nindex.php?page=treesubj&link=20034والحث على العفو والصفح ولو جرى عليه ما جرى من أهل الجرائم.
(23) ثم ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=19097الوعيد الشديد على رمي المحصنات فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إن الذين يرمون المحصنات أي: العفائف عن الفجور
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23الغافلات اللاتي لم يخطر ذلك بقلوبهن
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة واللعنة لا تكون إلا على ذنب كبير، وأكد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23ولهم عذاب عظيم وهذا زيادة على اللعنة، أبعدهم عن رحمته، وأحل بهم شدة نقمته، وذلك العذاب يوم القيامة.
[ ص: 1160 ] (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فكل جارحة تشهد عليهم بما عملته، ينطقها الذي أنطق كل شيء، فلا يمكنه الإنكار، ولقد عدل في العباد من جعل شهودهم من أنفسهم. (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي: جزاءهم على أعمالهم الجزاء الحق، الذي بالعدل والقسط، يجدون جزاءها موفرا، لم يفقدوا منها شيئا،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25ويعلمون في ذلك الموقف العظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25أن الله هو الحق المبين ، فيعلمون انحصار الحق المبين في الله تعالى، فأوصافه العظيمة حق، وأفعاله هي الحق، وعبادته هي الحق، ولقاؤه حق، ووعده ووعيده حق، وحكمه الديني والجزائي حق، ورسله حق، فلا ثم حق إلا في الله وما من الله.
(26)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات أي: كل خبيث من الرجال والنساء والكلمات والأفعال مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، وكل طيب من الرجال والنساء والكلمات والأفعال مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، فهذه كلمة عامة وحصر لا يخرج منه شيء، من أعظم مفرداته أن الأنبياء - خصوصا أولي العزم منهم، خصوصا سيدهم
محمدا صلى الله عليه وسلم، الذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق - لا يناسبهم إلا كل طيب من النساء، فالقدح في
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - بهذا الأمر قدح في النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو المقصود بهذا الإفك من قصد المنافقين، فمجرد كونها زوجة للرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلم أنها لا تكون إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح، فكيف وهي ما هي؟! صديقة النساء وأفضلهن وأعلمهن وأطيبهن، حبيبة رسول رب العالمين، التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها؟! ثم صرح بذلك، بحيث لا يبقي لمبطل مقالا، ولا لشك وشبهة مجالا فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أولئك مبرءون مما يقولون والإشارة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها – أصلا، وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26لهم مغفرة تستغرق الذنوب
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26ورزق كريم في الجنة، صادر من الرب الكريم.
[ ص: 1161 ]
nindex.php?page=treesubj&link=10461_30525_30532_30564_30569_30723_30743_31388_32360_32384_32532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30743_32384_32487_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=10301_30743_31388_32384_34462_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30743_32384_32491_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19087_27521_30743_32384_32532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19087_30743_31388_32384_33134_34324_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=18243_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19087_30532_32410_32532_34091_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_32491_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19087_28723_29717_32491_34092_34106_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=16341_19957_20043_28723_29694_30658_32338_32371_32468_34405_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=10461_27521_30532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30359_30497_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_30532_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=29694_33690_34328_34343_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ ص: 1155 ] لَمَّا ذَكَرَ فِيمَا تَقَدَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=10465_29382تَعْظِيمَ الرَّمْيِ بِالزِّنَا عُمُومًا، صَارَ ذَلِكَ كَأَنَّهُ مُقَدِّمَةٌ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ، الَّتِي وَقَعَتْ عَلَى أَشْرَفِ النِّسَاءِ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَهَذِهِ الْآيَاتُ
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862نَزَلَتْ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ الْمَشْهُورَةِ الثَّابِتَةِ فِي الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ .
وَحَاصِلُهَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=652467أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ، فَانْقَطَعَ عِقْدُهَا، فَانْحَبَسَتْ فِي طَلَبِهِ، وَرَحَلُوا جَمَلَهَا وَهَوْدَجَهَا فَلَمْ يَفْقِدُوهَا، ثُمَّ اسْتَقَلَّ الْجَيْشُ رَاحِلًا وَجَاءَتْ مَكَانَهُمْ، وَعَلِمَتْ أَنَّهُمْ إِذَا فَقَدُوهَا رَجَعُوا إِلَيْهَا، فَاسْتَمَرُّوا فِي مَسِيرِهِمْ، وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=4262صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَدْ عَرَّسَ فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ وَنَامَ، فَرَأَى nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَعَرَفَهَا، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَرَكِبَتْهَا مِنْ دُونِ أَنْ يُكَلِّمَهَا أَوْ تُكَلِّمَهُ، ثُمَّ جَاءَ يَقُودُ بِهَا بَعْدَمَا نَزَلَ الْجَيْشُ فِي الظَّهِيرَةِ، فَلَمَّا رَأَى بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ فِي صُحْبَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ السَّفَرِ مَجِيءَ nindex.php?page=showalam&ids=4262صَفْوَانَ بِهَا فِي هَذِهِ الْحَالِ أَشَاعَ مَا أَشَاعَ، وَوَشِيَ الْحَدِيثُ، وَتَلَقَّفَتْهُ الْأَلْسُنُ، حَتَّى اغْتَرَّ بِذَلِكَ بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ، وَصَارُوا يَتَنَاقَلُونَ هَذَا الْكَلَامَ، وَانْحَبَسَ الْوَحْيُ مُدَّةً طَوِيلَةً عَنِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَلَغَ الْخَبَرُ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ، فَحَزِنَتْ حُزْنًا شَدِيدًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَرَاءَتَهَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ، وَوَعَظَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَعْظَمَ ذَلِكَ، وَوَصَّاهُمْ بِالْوَصَايَا النَّافِعَةِ. [ ص: 1156 ] (11) فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ أَيِ: الْكَذِبِ الشَّنِيعِ، وَهُوَ رَمْيُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11عُصْبَةٌ مِنْكُمْ أَيْ: جَمَاعَةٌ مُنْتَسِبُونَ إِلَيْكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُ الصَّادِقُ فِي إِيمَانِهِ، وَلَكِنَّهُ اغْتَرَّ بِتَرْوِيجِ الْمُنَافِقِينَ، وَمِنْهُمُ الْمُنَافِقُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِمَا تَضَمَّنَ ذَلِكَ تَبْرِئَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَنَزَاهَتَهَا، وَالتَّنْوِيهَ بِذِكْرِهَا، حَتَّى تَنَاوَلَ عُمُومُ الْمَدْحِ سَائِرَ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِمَا تَضَمَّنَ مِنْ بَيَانِ الْآيَاتِ الْمُضْطَرِّ إِلَيْهَا الْعِبَادُ، الَّتِي مَا زَالَ الْعَمَلُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَكُلُّ هَذَا خَيْرٌ عَظِيمٌ، لَوْلَا مَقَالَةُ أَهْلِ الْإِفْكِ لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا جَعَلَ لَهُ سَبَبًا، وَلِذَلِكَ جَعَلَ الْخِطَابَ عَامًّا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ، وَأَخْبَرَ أَنَّ قَدْحَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ كَقَدْحٍ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَفِيهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18300الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، وَالْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَكَمَا أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَقْدَحَ أَحَدٌ فِي عَرْضِهِ فَلْيَكْرَهْ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَقْدَحَ فِي أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي بِمَنْزِلَةِ نَفْسِهِ، وَمَا لَمْ يَصِلِ الْعَبْدُ إِلَى هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنَّهُ مِنْ نَقْصِ إِيمَانِهِ وَعَدَمِ نُصْحِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَهَذَا وَعِيدٌ لِلَّذِينِ جَاءُوا بِالْإِفْكِ، وَأَنَّهُمْ سَيُعَاقَبُونَ عَلَى مَا قَالُوا مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ حَدَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُمْ جَمَاعَةً،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ أَيْ: مُعْظَمَ الْإِفْكِ، وَهُوَ الْمُنَافِقُ الْخَبِيثُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ -لَعَنَهُ اللَّهُ-
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ أَلَا وَهُوَ الْخُلُودُ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.
(12) ثُمَّ أَرْشَدَ اللَّهُ عِبَادَهُ عِنْدَ سَمَاعِ مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا أَيْ: ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ خَيْرًا، وَهُوَ السَّلَامَةُ مِمَّا رُمُوا بِهِ، وَأَنَّ مَا مَعَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ الْمَعْلُومِ يَدْفَعُ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الْإِفْكِ الْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12وَقَالُوا بِسَبَبِ ذَلِكَ الظَّنِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16سُبْحَانَكَ أَيْ: تَنْزِيهًا لَكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَعَنْ أَنْ تَبْتَلِيَ أَصْفِيَاءَكَ بِالْأُمُورِ الشَّنِيعَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ أَيْ: كَذِبٌ وَبُهْتٌ مِنْ أَعْظَمِ الْأَشْيَاءِ وَأَبْيَنِهَا، فَهَذَا مِنَ الظَّنِّ الْوَاجِبِ حِينَ سَمَاعِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ، أَنْ يُبَرِّئَهُ بِلِسَانِهِ وَيُكَذِّبَ الْقَائِلَ لِذَلِكَ.
(13)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ أَيْ: هَلَّا جَاءَ الرَّامُونَ عَلَى مَا رَمَوْا بِهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ أَيْ: عُدُولٍ مَرْضِيِّينَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [ ص: 1157 ] وَإِنْ كَانُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَدْ تَيَقَّنُوا ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ كَاذِبُونَ فِي حُكْمِ اللَّهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ التَّكَلُّمَ بِذَلِكَ، مِنْ دُونِ أَرْبَعَةِ شُهُودٍ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ وَلَمْ يَقُلْ: "فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18310تَعْظِيمِ حُرْمَةِ عِرْضِ الْمُسْلِمِ، بِحَيْثُ لَا يَجُوزُ الْإِقْدَامُ عَلَى رَمْيِهِ مِنْ دُونِ نِصَابِ الشَّهَادَةِ بِالصِّدْقِ.
(14)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ : بِحَيْثُ شَمَلَكُمْ إِحْسَانُهُ فِيهِمَا فِي أَمْرِ دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ أَيْ: خُضْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14فِيهِ مِنْ شَأْنِ الْإِفْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14عَذَابٌ عَظِيمٌ لِاسْتِحْقَاقِكُمْ ذَلِكَ بِمَا قُلْتُمْ، وَلَكِنْ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتِهِ أَنْ شَرَعَ لَكُمُ التَّوْبَةَ، وَجَعَلَ الْعُقُوبَةَ مُطَهِّرَةً لِلذُّنُوبِ.
(15)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ أَيْ: تَلَقَّفُونَهُ، وَيُلْقِيهِ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَتَسْتَوْشُونَ حَدِيثَهُ، وَهُوَ قَوْلٌ بَاطِلٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَالْأَمْرَانِ مَحْظُورَانِ، التَّكَلُّمُ بِالْبَاطِلِ، وَالْقَوْلُ بِلَا عِلْمٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا فَلِذَلِكَ أَقْدَمَ عَلَيْهِ مَنْ أَقْدَمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تَابُوا مِنْهُ، وَتَطَهَّرُوا بَعْدَ ذَلِكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَهَذَا فِيهِ الزَّجْرُ الْبَلِيغُ عَنْ تَعَاطِي بَعْضِ الذُّنُوبِ عَلَى وَجْهِ التَّهَاوُنِ بِهَا، فَإِنَّ الْعَبْدَ لَا يُفِيدُهُ حُسْبَانُهُ شَيْئًا، وَلَا يُخَفِّفُ مِنْ عُقُوبَةِ الذَّنْبِ، بَلْ يُضَاعِفُ الذَّنْبَ، وَيَسْهُلُ عَلَيْهِ مُوَاقَعَتَهُ مَرَّةً أُخْرَى.
(16)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ أَيْ: وَهَلَّا إِذْ سَمِعْتُمْ -أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- كَلَامَ أَهْلِ الْإِفْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16قُلْتُمْ مُنْكِرِينَ لِذَلِكَ، مُعَظِّمِينَ لِأَمْرِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا أَيْ: مَا يَنْبَغِي لَنَا، وَمَا يَلِيقُ بِنَا الْكَلَامُ بِهَذَا الْإِفْكِ الْمُبِينِ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ يَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ مِنِ ارْتِكَابِ الْقَبَائِحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16هَذَا بُهْتَانٌ أَيْ: كَذِبٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16عَظِيمٌ . (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَيْ: لِنَظِيرِهِ مِنْ رَمْيِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْفُجُورِ، فَاللَّهُ يَعِظُكُمْ وَيَنْصَحُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَنِعْمَ الْمَوَاعِظُ وَالنَّصَائِحُ مِنْ رَبِّنَا، فَيَجِبُ عَلَيْنَا مُقَابَلَتُهَا بِالْقَبُولِ وَالْإِذْعَانِ وَالتَّسْلِيمِ وَالشُّكْرِ لَهُ، عَلَى مَا بَيَّنَ لَنَا أَنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28803الْإِيمَانَ الصَّادِقَ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنَ الْإِقْدَامِ عَلَى الْمُحَرَّمَاتِ. (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ الْمُشْتَمِلَةَ عَلَى بَيَانِ الْأَحْكَامِ وَالْوَعْظِ وَالزَّجْرِ وَالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، يُوَضِّحُهَا لَكُمْ تَوْضِيحًا جَلِيًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=18وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أَيْ:
[ ص: 1158 ] كَامِلُ الْعِلْمِ عَامُّ الْحِكْمَةِ، فَمِنْ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ أَنْ عَلَّمَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ رَاجِعًا لِمَصَالِحِكُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ.
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ أَيِ: الْأُمُورُ الشَّنِيعَةُ الْمُسْتَقْبَحَةُ الْمُسْتَعْظَمَةُ، فَيُحِبُّونَ أَنْ تَشْتَهِرَ الْفَاحِشَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ: مُوجِعٌ لِلْقَلْبِ وَالْبَدَنِ، وَذَلِكَ لِغِشِّهِ لِإِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَحَبَّةِ الشَّرِّ لَهُمْ، وَجَرَاءَتِهِ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، فَإِذَا كَانَ هَذَا الْوَعِيدُ لِمُجَرَّدِ مَحَبَّةِ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ وَاسْتِحْلَاءِ ذَلِكَ بِالْقَلْبِ، فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، مِنْ إِظْهَارِهِ وَنَقْلِهِ؟ وَسَوَاءٌ كَانَتِ الْفَاحِشَةُ صَادِرَةً أَوْ غَيْرَ صَادِرَةٍ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَصِيَانَةِ أَعْرَاضِهِمْ، كَمَا صَانَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِمَا يَقْتَضِي الْمُصَافَاةَ، وَأَنْ يُحِبَّ أَحَدُهُمْ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَيَكْرَهُ لَهُ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=19وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فَلِذَلِكَ عَلَّمَكُمْ، وَبَيَّنَ لَكُمْ مَا تَجْهَلُونَهُ.
(20)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ قَدْ أَحَاطَ بِكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَرَحْمَتُهُ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=20وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ لَمَا بَيَّنَ لَكُمْ هَذِهِ الْأَحْكَامَ وَالْمَوَاعِظَ وَالْحِكَمَ الْجَلِيلَةَ، وَلَمَا أَمْهَلَ مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ، وَلَكِنَّ فَضْلَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَأَنَّ ذَلِكَ وَصْفُهُ اللَّازِمُ آثَرَ لَكُمْ مِنَ الْخَيْرِ الدُّنْيَوِيِّ وَالْأُخْرَوِيِّ مَا لَنْ تُحْصُوهُ أَوْ تُعِدُّوهُ.
(21) وَلَمَّا نَهَى عَنْ هَذَا الذَّنْبِ بِخُصُوصِهِ نَهَى عَنِ الذُّنُوبِ عُمُومًا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ أَيْ: طَرْقَهُ وَوَسَاوِسَهُ، وَخُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ يَدْخُلُ فِيهَا سَائِرُ الْمَعَاصِي الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْبَدَنِ. وَمِنْ حِكْمَتِهِ تَعَالَى أَنْ بَيَّنَ الْحُكْمَ، وَهُوَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30469النَّهْيُ عَنِ اتِّبَاعِ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، وَالْحِكْمَةَ، وَهُوَ: بَيَانُ مَا فِي الْمَنْهِيِّ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ الْمُقْتَضِي وَالدَّاعِي لِتَرْكِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ أَيِ: الشَّيْطَانُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَيْ: مَا تَسْتَفْحِشُهُ الْعُقُولُ وَالشَّرَائِعُ مِنَ الذُّنُوبِ الْعَظِيمَةِ، مَعَ مَيْلِ بَعْضِ النُّفُوسِ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَالْمُنْكَرِ وَهُوَ مَا تُنْكِرُهُ الْعُقُولُ وَلَا تَعْرِفُهُ، فَالْمَعَاصِي الَّتِي هِيَ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ لَا تَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ، فَنَهْيُ اللَّهِ عَنْهَا الْعِبَادَ نِعْمَةٌ مِنْهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَشْكُرُوهُ وَيَذْكُرُوهُ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ صِيَانَةٌ لَهُمْ عَنِ التَّدَنُّسِ بِالرَّذَائِلِ وَالْقَبَائِحِ، فَمِنْ إِحْسَانِهِ عَلَيْهِمْ أَنْ نَهَاهُمْ عَنْهَا، كَمَا نَهَاهُمْ عَنْ أَكْلِ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ وَنَحْوِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا أَيْ: مَا تَطَهَّرَ مِنِ اتِّبَاعِ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ؛ لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَسْعَى - هُوَ وَجُنْدُهُ - فِي الدَّعْوَةِ إِلَيْهَا وَتَحْسِينِهَا، وَالنَّفْسُ مَيَّالَةٌ إِلَى السُّوءِ أَمَارَةٌ
[ ص: 1159 ] بِهِ، وَالنَّقْصُ مُسْتَوْلٍ عَلَى الْعَبْدِ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِ، وَالْإِيمَانُ غَيْرُ قَوِيٍّ، فَلَوْ خُلِّيَ وَهَذِهِ الدَّوَاعِيَ مَا زُكِيَ أَحَدٌ بِالتَّطَهُّرِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ وَالنَّمَاءِ بِفِعْلِ الْحَسَنَاتِ، فَإِنَّ الزُّكَاءَ يَتَضَمَّنُ الطَّهَارَةَ وَالنَّمَاءَ، وَلَكِنَّ فَضْلَهُ وَرَحْمَتَهُ أَوْجَبَا أَنْ يَتَزَكَّى مِنْكُمْ مَنْ تَزَكَّى، وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا" وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ مَنْ يَعْلَمُ مِنْهُ أَنْ يَتَزَّكَّى بِالتَّزْكِيَةِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
(22)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلا يَأْتَلِ أَيْ: لَا يَحْلِفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا كَانَ مِنْ جُمْلَةِ الْخَائِضِينَ فِي الْإِفْكِ
nindex.php?page=showalam&ids=7927 "مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ" وَهُوَ قَرِيبٌ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=7927مِسْطَحٌ فَقِيرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَحَلِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يُنْفِقَ عَلَيْهِ؛ لِقَوْلِهِ الَّذِي قَالَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، يَنْهَاهُ عَنْ هَذَا الْحَلِفِ الْمُتَضَمِّنِ لِقَطْعِ النَّفَقَةِ عَنْهُ، وَيُحِثُّهُ عَلَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، وَيَعِدُهُ بِمَغْفِرَةِ اللَّهِ إِنْ غَفَرَ لَهُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِذَا عَامَلْتُمْ عَبِيدَهُ بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، عَامَلَكُمْ بِذَلِكَ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ - لَمَّا سَمِعَ هَذِهِ الْآيَةَ-: بَلَى، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنَّ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَّعَ النَّفَقَةَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7927مِسْطَحٍ. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=33300النَّفَقَةِ عَلَى الْقَرِيبِ، وَأَنَّهُ لَا تُتْرَكُ النَّفَقَةُ وَالْإِحْسَانُ بِمَعْصِيَةِ الْإِنْسَانِ، nindex.php?page=treesubj&link=20034وَالْحَثُّ عَلَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَلَوْ جَرَى عَلَيْهِ مَا جَرَى مِنْ أَهْلِ الْجَرَائِمِ.
(23) ثُمَّ ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=19097الْوَعِيدَ الشَّدِيدَ عَلَى رَمْيِ الْمُحْصَنَاتِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ أَيِ: الْعَفَائِفَ عَنِ الْفُجُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23الْغَافِلاتِ اللَّاتِي لَمْ يَخْطُرْ ذَلِكَ بِقُلُوبِهِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّعْنَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا عَلَى ذَنْبٍ كَبِيرٍ، وَأَكَّدَ اللَّعْنَةَ بِأَنَّهَا مُتَوَاصِلَةٌ عَلَيْهِمْ فِي الدَّارَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ وَهَذَا زِيَادَةٌ عَلَى اللَّعْنَةِ، أَبْعَدَهُمْ عَنْ رَحْمَتِهِ، وَأَحَلَّ بِهِمْ شِدَّةَ نِقْمَتِهِ، وَذَلِكَ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
[ ص: 1160 ] (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَكُلُّ جَارِحَةٍ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِمَا عَمِلَتْهُ، يُنْطِقُهَا الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَلَا يُمْكِنُهُ الْإِنْكَارُ، وَلَقَدْ عَدَلَ فِي الْعِبَادِ مَنْ جَعَلَ شُهُودَهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ أَيْ: جَزَاءَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الْجَزَاءَ الْحَقَّ، الَّذِي بِالْعَدْلِ وَالْقِسْطِ، يَجِدُونَ جَزَاءَهَا مُوَفَّرًا، لَمْ يَفْقِدُوا مِنْهَا شَيْئًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25وَيَعْلَمُونَ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، فَيَعْلَمُونَ انْحِصَارَ الْحَقِّ الْمُبِينِ فِي اللَّهِ تَعَالَى، فَأَوْصَافُهُ الْعَظِيمَةُ حَقٌّ، وَأَفْعَالُهُ هِيَ الْحَقُّ، وَعِبَادَتُهُ هِيَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُهُ حَقٌّ، وَوَعْدُهُ وَوَعِيدُهُ حَقٌّ، وَحُكْمُهُ الدِّينِيُّ وَالْجَزَائِيُّ حُقٌّ، وَرُسُلُهُ حَقٌّ، فَلَا ثَمَّ حَقٌّ إِلَّا فِي اللَّهِ وَمَا مِنَ اللَّهِ.
(26)
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ أَيْ: كُلُّ خَبِيثٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْكَلِمَاتِ وَالْأَفْعَالِ مُنَاسِبٌ لِلْخَبِيثِ، وَمُوَافِقٌ لَهُ، وَمُقْتَرِنٌ بِهِ، وَمُشَاكِلٌ لَهُ، وَكُلُّ طَيِّبٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْكَلِمَاتِ وَالْأَفْعَال مُنَاسِبٌ لِلطَّيِّبِ، وَمُوَافِقٌ لَهُ، وَمُقْتَرِنٌ بِهِ، وَمُشَاكِلٌ لَهُ، فَهَذِهِ كَلِمَةٌ عَامَّةٌ وَحَصْرٌ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ، مِنْ أَعْظَمِ مُفْرَدَاتِهِ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ - خُصُوصًا أُولِي الْعَزْمِ مِنْهُمْ، خُصُوصًا سَيِّدَهُمْ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الطَّيِّبِينَ مِنَ الْخَلْقِ عَلَى الْإِطْلَاقِ - لَا يُنَاسِبُهُمْ إِلَّا كُلُّ طَيِّبٍ مِنَ النِّسَاءِ، فَالْقَدْحُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بِهَذَا الْأَمْرِ قَدْحٌ فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الْمَقْصُودُ بِهَذَا الْإِفْكِ مِنْ قَصْدِ الْمُنَافِقِينَ، فَمُجَرَّدُ كَوْنِهَا زَوْجَةً لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْلِمُ أَنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا طَيِّبَةً طَاهِرَةً مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الْقَبِيحِ، فَكَيْفَ وَهِيَ مَا هِيَ؟! صَدِّيقَةُ النِّسَاءِ وَأَفْضَلُهُنَّ وَأَعْلَمُهُنَّ وَأَطْيَبُهُنَّ، حَبِيبَةُ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّتِي لَمْ يَنْزِلِ الْوَحْيُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي لِحَافِ زَوْجَةٍ مِنْ زَوْجَاتِهِ غَيْرِهَا؟! ثُمَّ صَرَّحَ بِذَلِكَ، بِحَيْثُ لَا يُبْقِي لِمُبْطِلٍ مَقَالًا، وَلَا لِشَكٍّ وَشُبْهَةٍ مَجَالًا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ وَالْإِشَارَةُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – أَصْلًا، وَلِلْمُؤْمِنَاتِ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ تَبَعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26لَهُمْ مَغْفِرَةٌ تَسْتَغْرِقُ الذُّنُوبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26وَرِزْقٌ كَرِيمٌ فِي الْجَنَّةِ، صَادِرٌ مِنَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ.
[ ص: 1161 ]