nindex.php?page=treesubj&link=19462_19705_2_24719_32225_637_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين nindex.php?page=treesubj&link=1970_19860_24719_29680_30180_30347_30532_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين
(222) يخبر تعالى عن سؤالهم عن المحيض، وهل تكون المرأة بحالها بعد الحيض كما كانت قبل ذلك، أم تجتنب مطلقا كما يفعله اليهود؟ فأخبر تعالى أن الحيض أذى، وإذا كان أذى فمن الحكمة أن يمنع الله تعالى عباده عن الأذى وحده، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فاعتزلوا النساء في المحيض أي: مكان الحيض، وهو الوطء في الفرج خاصة، فهذا هو المحرم إجماعا، وتخصيص الاعتزال في المحيض، يدل على أن مباشرة الحائض وملامستها في غير الوطء في الفرج جائز.
[ ص: 166 ]
لكن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222ولا تقربوهن حتى يطهرن يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32545_638المباشرة فيما قرب من الفرج، وذلك فيما بين السرة والركبة، ينبغي تركه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأته وهي حائض، أمرها أن تتزر فيباشرها، وحد هذا الاعتزال وعدم القربان للحيض
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222حتى يطهرن أي: ينقطع دمهن، فإذا انقطع الدم زال المنع الموجود وقت جريانه، الذي كان لحله شرطان، انقطاع الدم والاغتسال منه.
فلما انقطع الدم زال الشرط الأول وبقي الثاني، فلهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فإذا تطهرن أي: اغتسلن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فأتوهن من حيث أمركم الله أي: في القبل لا في الدبر، لأنه محل الحرث.
وفيه دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=4_260_247وجوب الاغتسال للحائض، وأن انقطاع الدم شرط لصحته.
ولما كان هذا المنع لطفا منه تعالى بعباده، وصيانة عن الأذى قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222إن الله يحب التوابين أي: من ذنوبهم على الدوام
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222ويحب المتطهرين أي: المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث.
ففيه مشروعية الطهارة مطلقا، لأن الله يحب المتصف بها، ولهذا كانت الطهارة مطلقا، شرطا لصحة الصلاة والطواف، وجواز مس المصحف، ويشمل التطهر المعنوي عن الأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة والأفعال الخسيسة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم مقبلة ومدبرة غير أنه لا يكون إلا في القبل، لكونه موضع الحرث، وهو الموضع الذي يكون منه الولد.
وفيه دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=30316_252تحريم الوطء في الدبر، لأن الله لم يبح إتيان المرأة إلا في الموضع الذي منه الحرث، وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم ذلك ولعن فاعله.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وقدموا لأنفسكم أي: من التقرب إلى الله بفعل الخيرات، ومن ذلك أن يباشر الرجل امرأته، ويجامعها على وجه القربة والاحتساب، وعلى رجاء تحصيل الذرية الذين ينفع الله بهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223واتقوا الله أي: في جميع أحوالكم، كونوا ملازمين لتقوى الله، مستعينين بذلك لعلمكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223أنكم ملاقوه ومجازيكم على أعمالكم الصالحة وغيرها.
ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وبشر المؤمنين لم يذكر المبشر به
[ ص: 167 ] ليدل على العموم، وأن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وكل خير واندفاع كل ضير، رتب على الإيمان فهو داخل في هذه البشارة.
وفيها محبة الله للمؤمنين، ومحبة ما يسرهم، واستحباب تنشيطهم وتشويقهم بما أعد الله لهم من الجزاء الدنيوي والأخروي.
nindex.php?page=treesubj&link=19462_19705_2_24719_32225_637_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=1970_19860_24719_29680_30180_30347_30532_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
(222) يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ سُؤَالِهِمْ عَنِ الْمَحِيضِ، وَهَلْ تَكُونُ الْمَرْأَةُ بِحَالِهَا بَعْدَ الْحَيْضِ كَمَا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، أَمْ تُجْتَنَبُ مُطْلَقًا كَمَا يَفْعَلُهُ الْيَهُودُ؟ فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ الْحَيْضَ أَذًى، وَإِذَا كَانَ أَذًى فَمِنَ الْحِكْمَةِ أَنْ يَمْنَعَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ عَنِ الْأَذَى وَحْدَهُ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ أَيْ: مَكَانَ الْحَيْضِ، وَهُوَ الْوَطْءُ فِي الْفَرْجِ خَاصَّةً، فَهَذَا هُوَ الْمُحَرَّمُ إِجْمَاعًا، وَتَخْصِيصُ الِاعْتِزَالِ فِي الْمَحِيضِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُبَاشَرَةَ الْحَائِضِ وَمُلَامَسَتُهَا فِي غَيْرِ الْوَطْءِ فِي الْفَرْجِ جَائِزٌ.
[ ص: 166 ]
لَكِنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32545_638الْمُبَاشَرَةَ فِيمَا قَرُبَ مِنَ الْفَرْجِ، وَذَلِكَ فِيمَا بَيْنُ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ، يَنْبَغِي تَرْكُهُ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فَيُبَاشِرُهَا، وَحَدُّ هَذَا الِاعْتِزَالِ وَعَدَمِ الْقُرْبَانِ لِلْحُيَّضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222حَتَّى يَطْهُرْنَ أَيْ: يَنْقَطِعَ دَمُهُنَّ، فَإِذَا انْقَطَعَ الدَّمُ زَالَ الْمَنْعُ الْمَوْجُودُ وَقْتَ جَرَيَانِهِ، الَّذِي كَانَ لِحِلِّهِ شَرْطَانِ، انْقِطَاعُ الدَّمِ وَالِاغْتِسَالُ مِنْهُ.
فَلَمَّا انْقَطَعَ الدَّمُ زَالَ الشَّرْطُ الْأَوَّلُ وَبَقِيَ الثَّانِي، فَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فَإِذَا تَطَهَّرْنَ أَيِ: اغْتَسَلْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَيْ: فِي الْقُبُلِ لَا فِي الدُّبُرِ، لِأَنَّهُ مَحَلُّ الْحَرْثِ.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=4_260_247وُجُوبِ الِاغْتِسَالِ لِلْحَائِضِ، وَأَنَّ انْقِطَاعَ الدَّمِ شَرْطٌ لِصِحَّتِهِ.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا الْمَنْعُ لُطْفًا مِنْهُ تَعَالَى بِعِبَادِهِ، وَصِيَانَةً عَنِ الْأَذَى قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ أَيْ: مِنْ ذُنُوبِهِمْ عَلَى الدَّوَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ أَيِ: الْمُتَنَزِّهِينَ عَنِ الْآثَامِ وَهَذَا يَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْحِسِّيَّ مِنَ الْأَنْجَاسِ وَالْأَحْدَاثِ.
فَفِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الطَّهَارَةِ مُطْلَقًا، لِأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّصِفَ بِهَا، وَلِهَذَا كَانَتِ الطِّهَارَةُ مُطْلَقًا، شَرْطًا لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ وَالطَّوَافِ، وَجَوَازِ مَسِّ الْمُصْحَفِ، وَيَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْمَعْنَوِيَّ عَنِ الْأَخْلَاقِ الرَّذِيلَةِ وَالصِّفَاتِ الْقَبِيحَةِ وَالْأَفْعَالِ الْخَسِيسَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْقُبُلِ، لِكَوْنِهِ مَوْضِعَ الْحَرْثِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30316_252تَحْرِيمِ الْوَطْءِ فِي الدُّبُرِ، لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُبِحْ إِتْيَانَ الْمَرْأَةِ إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي مِنْهُ الْحَرْثُ، وَقَدْ تَكَاثَرَتِ الْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ وَلَعْنِ فَاعِلِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيْ: مِنَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ بِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَيُجَامِعَهَا عَلَى وَجْهِ الْقُرْبَةِ وَالِاحْتِسَابِ، وَعَلَى رَجَاءِ تَحْصِيلِ الذُّرِّيَّةِ الَّذِينَ يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيْ: فِي جَمِيعِ أَحْوَالِكُمْ، كُونُوا مُلَازِمِينَ لِتَقْوَى اللَّهِ، مُسْتَعِينِينَ بِذَلِكَ لِعِلْمِكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَمُجَازِيكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمُ الصَّالِحَةِ وَغَيْرِهَا.
ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُبَشَّرَ بِهِ
[ ص: 167 ] لِيَدُلَّ عَلَى الْعُمُومِ، وَأَنَّ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَكُلُّ خَيْرٍ وَانْدِفَاعُ كُلِّ ضَيْرٍ، رُتِّبَ عَلَى الْإِيمَانِ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْبِشَارَةِ.
وَفِيهَا مَحَبَّةُ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَمَحَبَّةُ مَا يَسُرُّهُمْ، وَاسْتِحْبَابُ تَنْشِيطِهِمْ وَتَشْوِيقِهِمْ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْجَزَاءِ الدُّنْيَوِيِّ وَالْأُخْرَوِيِّ.