nindex.php?page=treesubj&link=30549_30550_32408_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30614_31788_32016_32024_33953_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب nindex.php?page=treesubj&link=30437_30451_30539_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار
يخبر تبارك وتعالى أنه ما يجادل في آياته إلا الذين كفروا والمراد بالمجادلة هنا، المجادلة لرد آيات الله ومقابلتها بالباطل، فهذا من صنيع الكفار، وأما المؤمنون فيخضعون لله تعالى الذي يلقي الحق ليدحض به الباطل، ولا ينبغي للإنسان أن يغتر بحالة الإنسان الدنيوية، ويظن أن إعطاء الله إياه في الدنيا دليل على محبته له وأنه على الحق ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فلا يغررك تقلبهم في البلاد أي: ترددهم فيها بأنواع التجارات والمكاسب، بل الواجب على العبد، أن يعتبر الناس بالحق، وينظر إلى الحقائق الشرعية ويزن بها الناس، ولا يزن الحق بالناس، كما عليه من لا علم ولا عقل له.
ثم هدد من جادل بآيات الله ليبطلها، كما فعل من قبله من الأمم من قوم
نوح وعاد والأحزاب من بعدهم، الذين تحزبوا وتجمعوا على الحق ليبطلوه،
[ ص: 1536 ] وعلى الباطل لينصروه، ( و ) أنه بلغت بهم الحال، وآل بهم التحزب إلى أنه " همت كل أمة " من الأمم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5برسولهم ليأخذوه أي: يقتلوه. وهذا أبلغ ما يكون الرسل الذين هم قادة أهل الخير الذين معهم الحق الصرف الذي لا شك فيه ولا اشتباه، هموا بقتلهم، فهل بعد هذا البغي والضلال والشقاء إلا العذاب العظيم الذي لا يخرجون منه؟ ولهذا قال في عقوبتهم الدنيوية والأخروية:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فأخذتهم أي: بسبب تكذيبهم وتحزبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فكيف كان عقاب كان أشد العقاب وأفظعه، ما هو إلا صيحة أو حاصب ينزل عليهم أو يأمر الأرض أن تأخذهم، أو البحر أن يغرقهم فإذا هم خامدون.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أي: كما حقت على أولئك، حقت عليهم كلمة الضلال التي نشأت عنها كلمة العذاب، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أنهم أصحاب النار
nindex.php?page=treesubj&link=30549_30550_32408_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30614_31788_32016_32024_33953_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ nindex.php?page=treesubj&link=30437_30451_30539_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ
يُخْبِرُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَالْمُرَادُ بِالْمُجَادَلَةِ هُنَا، الْمُجَادَلَةُ لِرَدِّ آيَاتِ اللَّهِ وَمُقَابَلَتِهَا بِالْبَاطِلِ، فَهَذَا مِنْ صَنِيعِ الْكُفَّارِ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيَخْضَعُونَ لِلَّهِ تَعَالَى الَّذِي يُلْقِي الْحَقَّ لِيَدْحَضَ بِهِ الْبَاطِلَ، وَلَا يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَغْتَرَّ بِحَالَةِ الْإِنْسَانِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَيَظُنَّ أَنَّ إِعْطَاءَ اللَّهِ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِهِ لَهُ وَأَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ أَيْ: تَرَدُّدُهُمْ فِيهَا بِأَنْوَاعِ التِّجَارَاتِ وَالْمَكَاسِبِ، بَلِ الْوَاجِبُ عَلَى الْعَبْدِ، أَنْ يَعْتَبِرَ النَّاسَ بِالْحَقِّ، وَيَنْظُرَ إِلَى الْحَقَائِقِ الشَّرْعِيَّةِ وَيَزِنَ بِهَا النَّاسَ، وَلَا يَزِنُ الْحَقَّ بِالنَّاسِ، كَمَا عَلَيْهِ مَنْ لَا عِلْمَ وَلَا عَقْلَ لَهُ.
ثُمَّ هَدَّدَ مَنْ جَادَلَ بِآيَاتِ اللَّهِ لِيُبْطِلَهَا، كَمَا فَعَلَ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْأُمَمِ مِنْ قَوْمِ
نُوحٍ وَعَادٍ وَالْأَحْزَابِ مِنْ بَعْدِهِمُ، الَّذِينَ تَحَزَّبُوا وَتَجَمَّعُوا عَلَى الْحَقِّ لِيُبْطِلُوهُ،
[ ص: 1536 ] وَعَلَى الْبَاطِلِ لِيَنْصُرُوهُ، ( و ) أَنَّهُ بَلَغَتْ بِهِمِ الْحَالُ، وَآلَ بِهِمِ التَّحَزُّبُ إِلَى أَنَّهُ " هَمَّتْ كُلُ أُمَّةٍ " مِنَ الْأُمَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ أَيْ: يَقْتُلُوهُ. وَهَذَا أَبْلَغُ مَا يَكُونُ الرُّسُلُ الَّذِينَ هُمْ قَادَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ الَّذِينَ مَعَهُمُ الْحَقُّ الصِّرْفُ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا اشْتِبَاهَ، هَمُّوا بِقَتْلِهِمْ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْبَغْيِ وَالضَّلَالِ وَالشَّقَاءِ إِلَّا الْعَذَابُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ؟ وَلِهَذَا قَالَ فِي عُقُوبَتِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فَأَخَذْتُهُمْ أَيْ: بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ وَتَحَزُّبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ كَانَ أَشَدَّ الْعِقَابِ وَأَفْظَعَهُ، مَا هُوَ إِلَّا صَيْحَةٌ أَوْ حَاصِبٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ أَوْ يَأْمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تَأْخُذَهُمْ، أَوِ الْبَحْرُ أَنْ يُغْرِقَهُمْ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ: كَمَا حَقَّتْ عَلَى أُولَئِكَ، حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الضَّلَالِ الَّتِي نَشَأَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الْعَذَابِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ