nindex.php?page=treesubj&link=17295_19257_27521_28640_28800_30431_30437_30525_34513_4419_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=treesubj&link=23465_30539_33579_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم nindex.php?page=treesubj&link=1331_2649_2652_28633_29675_34134_34513_844_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=277إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=treesubj&link=19860_34134_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=19257_19995_30364_30532_33579_34361_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون nindex.php?page=treesubj&link=18511_18512_25084_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=1970_19860_30180_30347_30364_30497_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
(275) لما ذكر الله حالة المنفقين وما لهم من الله من الخيرات، وما يكفر عنهم من الذنوب والخطيئات، ذكر الظالمين أهل الربا والمعاملات الخبيثة، وأخبر أنهم يجازون بحسب أعمالهم، فكما كانوا في الدنيا في طلب المكاسب الخبيثة كالمجانين، عوقبوا في البرزخ والقيامة، أنهم لا يقومون من قبورهم إلى يوم بعثهم ونشورهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي: من الجنون والصرع، وذلك عقوبة وخزي وفضيحة لهم، وجزاء لهم على مراباتهم ومجاهرتهم بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إنما البيع مثل الربا فجمعوا – بجراءتهم - بين ما أحل الله، وبين ما حرم الله، واستباحوا بذلك الربا.
ثم عرض تعالى العقوبة على المرابين وغيرهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فمن جاءه موعظة من ربه بيان مقرون به الوعد والوعيد،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فانتهى عما كان يتعاطاه من الربا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فله ما سلف مما تجرأ عليه وتاب منه،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وأمره إلى الله فيما
[ ص: 199 ] يستقبل من زمانه، فإن استمر على توبته، فالله لا يضيع أجر المحسنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275ومن عاد بعد بيان الله وتذكيره وتوعده لآكل الربا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون في هذا أن
nindex.php?page=treesubj&link=33579الربا موجب لدخول النار والخلود فيها، وذلك لشناعته، ما لم يمنع من الخلود مانع الإيمان ، وهذا من جملة الأحكام التي تتوقف على وجود شروطها، وانتفاء موانعها، وليس فيها حجة للخوارج، كغيرها من آيات الوعيد ، فالواجب أن تصدق جميع نصوص الكتاب والسنة، فيؤمن العبد بما تواترت به النصوص من خروج من في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من الإيمان من النار ، ومن استحقاق هذه الموبقات لدخول النار، إن لم يتب منها.
(276) ثم أخبر تعالى أنه يمحق مكاسب المرابين، ويربي صدقات المنفقين، عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق، أن الإنفاق ينقص المال وأن الربا يزيده، فإن مادة الرزق وحصول ثمراته من الله تعالى، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته وامتثال أمره، فالمتجرئ على الربا يعاقبه بنقيض مقصوده، وهذا مشاهد بالتجربة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122ومن أصدق من الله قيلا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276والله لا يحب كل كفار أثيم وهو الذي كفر نعمة الله، وجحد منة ربه، وأثم بإصراره على معاصيه، ومفهوم الآية، أن الله يحب من كان شكورا على النعماء، تائبا من المآثم والذنوب، ثم أدخل هذه الآية بين آيات الربا، وهي قوله:
(277 - 279
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=277إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة الآية، لبيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=29680_29679أكبر الأسباب لاجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية تكميل الإيمان وحقوقه، خصوصا إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإن الزكاة إحسان إلى الخلق، ينافي تعاطي الربا، الذي هو ظلم لهم، وإساءة عليهم.
ثم وجه الخطاب للمؤمنين، وأمرهم أن يتقوه، ويذروا ما بقي من معاملات الربا التي كانوا يتعاطونها قبل ذلك، وأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فإنهم محاربون لله ورسوله، وهذا من أعظم ما يدل على شناعة الربا، حيث جعل المصر عليه محاربا لله ورسوله.
ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وإن تبتم يعني من المعاملات الربوية،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون الناس بأخذ الربا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279ولا تظلمون ببخسكم رؤوس أموالكم ، فكل من تاب من الربا، فإن كانت معاملات سالفة، فله ما سلف، وأمره منظور فيه، وإن كانت معاملات موجودة، وجب عليه أن يقتصر على رأس ماله، فإن أخذ زيادة، فقد تجرأ على الربا.
وفي هذه الآية بيان لحكمة الربا، وأنه
[ ص: 200 ] يتضمن الظلم للمحتاجين بأخذ الزيادة، وتضاعف الربا عليهم، وهو واجب إنظارهم، ولهذا قال:
(280 - 281
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة أي: وإن كان الذي عليه الدين معسرا، لا يقدر على الوفاء، وجب على غريمه أن ينظره إلى ميسرة، وهو يجب عليه إذا حصل له وفاء بأي طريق مباح، أن يوفي ما عليه، وإن تصدق عليه غريمه - بإسقاط الدين كله أو بعضه- فهو خير له، ويهون على العبد التزام الأمور الشرعية واجتناب المعاملات الربوية والإحسان إلى المعسرين، علمه بأن له يوما يرجع فيه إلى الله، ويوفيه عمله، ولا يظلمه مثقال ذرة، كما ختم هذه الآية بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
ثم قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=17295_19257_27521_28640_28800_30431_30437_30525_34513_4419_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=23465_30539_33579_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=1331_2649_2652_28633_29675_34134_34513_844_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=277إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19860_34134_5366_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19257_19995_30364_30532_33579_34361_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18511_18512_25084_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=1970_19860_30180_30347_30364_30497_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
(275) لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ حَالَةَ الْمُنْفِقِينَ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَمَا يُكَفِّرُ عَنْهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطِيئَاتِ، ذَكَرَ الظَّالِمِينَ أَهِلَ الرِّبَا وَالْمُعَامَلَاتِ الْخَبِيثَةِ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ يُجَازَوْنَ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ، فَكَمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا فِي طَلَبِ الْمَكَاسِبِ الْخَبِيثَةِ كَالْمَجَانِينِ، عُوقِبُوا فِي الْبَرْزَخِ وَالْقِيَامَةِ، أَنَّهُمْ لَا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى يَوْمِ بَعْثِهِمْ وَنَشُورِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أَيْ: مِنَ الْجُنُونِ وَالصَّرْعِ، وَذَلِكَ عُقُوبَةٌ وَخِزْيٌ وَفَضِيحَةٌ لَهُمْ، وَجَزَاءٌ لَهُمْ عَلَى مُرَابَاتِهِمْ وَمُجَاهَرَتِهِمْ بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا فَجَمَعُوا – بِجَرَاءَتِهِمْ - بَيْنَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَبَيْنَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَاسْتَبَاحُوا بِذَلِكَ الرِّبَا.
ثُمَّ عَرَضَ تَعَالَى الْعُقُوبَةَ عَلَى الْمُرَابِينَ وَغَيْرِهِمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ بَيَانٌ مَقْرُونٌ بِهِ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَانْتَهَى عَمَّا كَانَ يَتَعَاطَاهُ مِنَ الرِّبَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَلَهُ مَا سَلَفَ مِمَّا تَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَتَابَ مِنْهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ فِيمَا
[ ص: 199 ] يَسْتَقْبِلُ مِنْ زَمَانِهِ، فَإِنِ اسْتَمَرَّ عَلَى تَوْبَتِهِ، فَاللَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَمَنْ عَادَ بَعْدَ بَيَانِ اللَّهِ وَتَذْكِيرِهِ وَتَوَعُّدِهِ لِآكِلِ الرِّبَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ فِي هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=33579الرِّبَا مُوجِبٌ لِدُخُولِ النَّارِ وَالْخُلُودِ فِيهَا، وَذَلِكَ لِشَنَاعَتِهِ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنَ الْخُلُودِ مَانِعُ الْإِيمَانِ ، وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَحْكَامِ الَّتِي تَتَوَقَّفُ عَلَى وُجُودِ شُرُوطِهَا، وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهَا، وَلَيْسَ فِيهَا حُجَّةٌ لِلْخَوَارِجِ، كَغَيْرِهَا مِنْ آيَاتِ الْوَعِيدِ ، فَالْوَاجِبُ أَنْ تُصَدَّقَ جَمِيعُ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَيُؤْمِنُ الْعَبْدُ بِمَا تَوَاتَرَتْ بِهِ النُّصُوصُ مِنْ خُرُوجِ مَنْ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ اسْتِحْقَاقِ هَذِهِ الْمُوبِقَاتِ لِدُخُولِ النَّارِ، إِنْ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا.
(276) ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يَمْحَقُ مَكَاسِبَ الْمُرَابِينَ، وَيُرْبِي صَدَقَاتِ الْمُنْفِقِينَ، عَكْسَ مَا يَتَبَادَرُ لِأَذْهَانِ كَثِيرٍ مِنَ الْخَلْقِ، أَنَّ الْإِنْفَاقَ يُنْقِصُ الْمَالَ وَأَنَّ الرِّبَا يَزِيدُهُ، فَإِنَّ مَادَّةَ الرِّزْقِ وَحُصُولَ ثَمَرَاتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَامْتِثَالِ أَمْرِهِ، فَالْمُتَجَرِّئُ عَلَى الرِّبَا يُعَاقِبُهُ بِنَقِيضِ مَقْصُودِهِ، وَهَذَا مَشَاهَدٌ بِالتَّجْرِبَةِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ وَهُوَ الَّذِي كَفَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ، وَجَحَدَ مِنَّةَ رَبِّهِ، وَأَثِمَ بِإِصْرَارِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ، وَمَفْهُومُ الْآيَةِ، أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ شَكُورًا عَلَى النَّعْمَاءِ، تَائِبًا مِنَ الْمَآثِمِ وَالذُّنُوبِ، ثُمَّ أَدْخَلَ هَذِهِ الْآيَةَ بَيْنَ آيَاتِ الرِّبَا، وَهِيَ قَوْلُهُ:
(277 - 279
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=277إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ الْآيَةَ، لِبَيَانِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29680_29679أَكْبَرَ الْأَسْبَابِ لِاجْتِنَابِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الْمَكَاسِبِ الرِّبَوِيَّةِ تَكْمِيلُ الْإِيمَانِ وَحُقُوقِهِ، خُصُوصًا إِقَامَةَ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، وَإِنَّ الزَّكَاةَ إِحْسَانٌ إِلَى الْخَلْقِ، يُنَافِي تَعَاطِي الرِّبَا، الَّذِي هُوَ ظُلْمٌ لَهُمْ، وَإِسَاءَةٌ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ وَجَّهَ الْخِطَابَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّقُوهُ، وَيَذْرُوَا مَا بَقِيَ مِنْ مُعَامَلَاتِ الرِّبَا الَّتِي كَانُوا يَتَعَاطَوْنَهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَأَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ مُحَارِبُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدُلُّ عَلَى شَنَاعَةِ الرِّبَا، حَيْثُ جَعَلَ الْمُصِرَّ عَلَيْهِ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ.
ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وَإِنْ تُبْتُمْ يَعْنِي مِنَ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ النَّاسَ بِأَخْذِ الرِّبَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وَلا تُظْلَمُونَ بِبَخْسِكُمْ رُؤُوسَ أَمْوَالِكُمْ ، فَكُلُّ مَنْ تَابَ مِنَ الرِّبَا، فَإِنْ كَانَتْ مُعَامَلَاتٌ سَالِفَةٌ، فَلَهُ مَا سَلَفَ، وَأَمْرُهُ مَنْظُورٌ فِيهِ، وَإِنْ كَانَتْ مُعَامَلَاتٌ مَوْجُودَةٌ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى رَأْسِ مَالِهِ، فَإِنْ أَخَذَ زِيَادَةً، فَقَدْ تَجَرَّأَ عَلَى الرِّبَا.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ بَيَانٌ لِحِكْمَةِ الرِّبَا، وَأَنَّهُ
[ ص: 200 ] يَتَضَمَّنُ الظُّلْمَ لِلْمُحْتَاجِينَ بِأَخْذِ الزِّيَادَةِ، وَتَضَاعُفِ الرِّبَا عَلَيْهِمْ، وَهُوَ وَاجِبٌ إِنْظَارُهُمْ، وَلِهَذَا قَالَ:
(280 - 281
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ أَيْ: وَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ مُعْسِرًا، لَا يَقْدِرُ عَلَى الْوَفَاءِ، وَجَبَ عَلَى غَرِيمِهِ أَنْ يُنْظِرَهُ إِلَى مَيْسَرَةٍ، وَهُوَ يَجِبُ عَلَيْهِ إِذَا حَصَلَ لَهُ وَفَاءٌ بِأَيِّ طَرِيقٍ مُبَاحٍ، أَنْ يُوَفِّيَ مَا عَلَيْهِ، وَإِنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ غَرِيمُهُ - بِإِسْقَاطِ الدَّيْنِ كُلِّهِ أَوْ بَعْضِهِ- فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَيُهَوِّنُ عَلَى الْعَبْدِ الْتِزَامَ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ وَاجْتِنَابَ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ وَالْإِحْسَانَ إِلَى الْمُعْسِرِينَ، عِلْمُهُ بِأَنَّ لَهُ يَوْمًا يَرْجِعُ فِيهِ إِلَى اللَّهِ، وَيُوَفِّيهِ عَمَلُهُ، وَلَا يَظْلِمُهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، كَمَا خَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: