الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
(16) أي: هؤلاء الراسخون في العلم أهل العلم والإيمان يتوسلون إلى ربهم بإيمانهم، لمغفرة ذنوبهم، ووقايتهم عذاب النار، وهذا من الوسائل التي يحبها الله، أن يتوسل العبد إلى ربه، بما من به عليه من الإيمان والأعمال الصالحة، إلى تكميل نعم الله عليه، بحصول الثواب الكامل، واندفاع العقاب.
(17) ثم وصفهم بأجمل الصفات: بالصبر الذي هو حبس النفوس على ما يحبه الله، طلبا لمرضاته، يصبرون على طاعة الله، ويصبرون عن معاصيه، ويصبرون على أقداره المؤلمة، وبالصدق بالأقوال والأحوال، وهو استواء الظاهر والباطن وصدق العزيمة على سلوك الصراط المستقيم، وبالقنوت الذي هو دوام الطاعة مع مصاحبة الخشوع والخضوع، وبالنفقات في سبيل الخيرات وعلى الفقراء وأهل الحاجات، وبالاستغفار خصوصا وقت الأسحار، فإنهم مدوا الصلاة إلى وقت السحر، فجلسوا يستغفرون الله تعالى.