nindex.php?page=treesubj&link=19658_28723_30497_33679_34091_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=29قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير nindex.php?page=treesubj&link=19995_28723_30311_30347_30355_30356_30497_30503_30532_34144_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد
(29 - 30) يخبر تعالى بإحاطة علمه بما في الصدور، سواء أخفاه العباد أو أبدوه، كما أن علمه محيط بكل شيء في السماء والأرض، فلا تخفى عليه خافية، ومع إحاطة علمه، فهو العظيم القدير على كل شيء، الذي لا يمتنع عن إرادته موجود.
ولما ذكر لهم من عظمته وسعة أوصافه ما يوجب للعباد أن يراقبوه في كل أحوالهم، ذكر لهم أيضا داعيا آخر إلى مراقبته وتقواه، وهو أنهم كلهم صائرون إليه، وأعمالهم- حينئذ، من خير وشر- محضرة، فحينئذ يغتبط أهل الخير، بما قدموا لأنفسهم، ويتحسر أهل الشر إذا وجدوا ما عملوه محضرا ويودون أن بينهم وبينه أمدا بعيدا.
[ ص: 216 ]
فإذا عرف العبد أنه ساع إلى ربه، وكادح في هذه الحياة، وأنه لا بد أن يلاقي ربه ويلاقي سعيه، أوجب له أخذ الحذر، والتوقي من الأعمال التي توجب الفضيحة والعقوبة، والاستعداد بالأعمال الصالحة التي توجب السعادة والمثوبة، ولهذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30ويحذركم الله نفسه وذلك بما يبدي لكم من أوصاف عظمته، وكمال عدله وشدة نكاله، ومع شدة عقابه، فإنه رؤوف رحيم، ومن رأفته ورحمته، أنه خوف العباد وزجرهم عن الغي والفساد، كما قال تعالى - لما ذكر العقوبات -:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون فرأفته ورحمته سهلت لهم الطرق التي ينالون بها الخيرات، ورأفته ورحمته حذرتهم من الطرق التي تفضي بهم إلى المكروهات.
فنسأله تعالى أن يتمم علينا إحسانه بسلوك الصراط المستقيم، والسلامة من الطرق التي تفضي بسالكها إلى الجحيم.
nindex.php?page=treesubj&link=19658_28723_30497_33679_34091_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=29قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=19995_28723_30311_30347_30355_30356_30497_30503_30532_34144_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
(29 - 30) يُخْبِرُ تَعَالَى بِإِحَاطَةِ عِلْمِهِ بِمَا فِي الصُّدُورِ، سَوَاءٌ أَخْفَاهُ الْعِبَادُ أَوْ أَبْدَوْهُ، كَمَا أَنَّ عِلْمَهُ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَلَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَمَعَ إِحَاطَةِ عِلْمِهِ، فَهُوَ الْعَظِيمُ الْقَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي لَا يَمْتَنِعُ عَنْ إِرَادَتِهِ مَوْجُودٌ.
وَلَمَّا ذَكَرَ لَهُمْ مِنْ عَظَمَتِهِ وَسَعَةِ أَوْصَافِهِ مَا يُوجِبُ لِلْعِبَادِ أَنْ يُرَاقِبُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ، ذَكَرَ لَهُمْ أَيْضًا دَاعِيًا آخَرَ إِلَى مُرَاقَبَتِهِ وَتَقْوَاهُ، وَهُوَ أَنَّهُمْ كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ، وَأَعْمَالُهُمْ- حِينَئِذٍ، مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ- مُحْضَرَةٌ، فَحِينَئِذٍ يَغْتَبِطُ أَهْلُ الْخَيْرِ، بِمَا قَدَّمُوا لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَتَحَسَّرُ أَهْلُ الشَّرِّ إِذَا وَجَدُوا مَا عَمِلُوهُ مُحْضَرًا وَيَوَدُّونَ أَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا.
[ ص: 216 ]
فَإِذَا عَرَفَ الْعَبْدُ أَنَّهُ سَاعٍ إِلَى رَبِّهِ، وَكَادِحٌ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، وَأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاقِيَ رَبَّهُ وَيُلَاقِيَ سَعْيَهُ، أَوْجَبَ لَهُ أَخْذَ الْحَذَرِ، وَالتَّوَقِّيَ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي تُوجِبُ الْفَضِيحَةَ وَالْعُقُوبَةَ، وَالِاسْتِعْدَادَ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُوجِبُ السَّعَادَةَ وَالْمَثُوبَةَ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَذَلِكَ بِمَا يُبْدِي لَكُمْ مِنْ أَوْصَافِ عَظَمَتِهِ، وَكَمَالِ عَدْلِهِ وَشِدَّةِ نَكَالِهِ، وَمَعَ شِدَّةِ عِقَابِهِ، فَإِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، وَمِنْ رَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، أَنَّهُ خَوَّفَ الْعِبَادِ وَزَجَرَهُمْ عَنِ الْغَيِّ وَالْفَسَادِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى - لَمَّا ذَكَرَ الْعُقُوبَاتِ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ فَرَأْفَتُهُ وَرَحْمَتُهُ سَهَّلَتْ لَهُمُ الطُّرُقَ الَّتِي يَنَالُونَ بِهَا الْخَيْرَاتِ، وَرَأْفَتُهُ وَرَحْمَتُهُ حَذَّرَتْهُمْ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي تُفْضِي بِهِمْ إِلَى الْمَكْرُوهَاتِ.
فَنَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُتَمِّمَ عَلَيْنَا إِحْسَانَهُ بِسُلُوكِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَالسَّلَامَةِ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي تُفْضِي بِسَالِكِهَا إِلَى الْجَحِيمِ.