تفسير سورة والضحى
وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=33062_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى nindex.php?page=treesubj&link=32440_33062_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى nindex.php?page=treesubj&link=30602_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى nindex.php?page=treesubj&link=29497_30614_34306_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وللآخرة خير لك من الأولى nindex.php?page=treesubj&link=19624_30614_31034_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى nindex.php?page=treesubj&link=29261_29263_30614_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك يتيما فآوى nindex.php?page=treesubj&link=19881_30614_31034_34163_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7ووجدك ضالا فهدى nindex.php?page=treesubj&link=30614_31106_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8ووجدك عائلا فأغنى nindex.php?page=treesubj&link=33306_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر nindex.php?page=treesubj&link=23465_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر nindex.php?page=treesubj&link=33147_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك فحدث
أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى وادلهمت ظلمته، على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم قلى
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك أكمل تربية، ويعليك درجة بعد درجة.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وما قلى ك الله أي: ما أبغضك منذ أحبك، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده، والنفي المحض لا يكون مدحا، إلا إذا تضمن ثبوت كمال، فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة، أكمل حال وأتمها، محبة الله له واستمرارها، وترقيته في درجات الكمال، ودوام اعتناء الله به.
وأما حاله المستقبلة، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وللآخرة خير لك من الأولى أي: كل
[ ص: 1977 ] حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة.
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درجات المعالي ويمكن الله له دينه، وينصره على أعدائه، ويسدده أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال ما يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب.
ثم بعد ذلك، لا تسأل عن حاله في الآخرة، من تفاصيل الإكرام، وأنواع الإنعام، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى وهذا أمر لا يمكن التعبير عنه بغير هذه العبارة الجامعة الشاملة.
ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله الخاصة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك يتيما فآوى أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه الله، وكفله جده
عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه
أبا طالب، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7ووجدك ضالا فهدى أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8ووجدك عائلا أي: فقيرا
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8فأغنى بما فتح عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها.
فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى، وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران.
ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر أي:
nindex.php?page=treesubj&link=33306_19799لا تسئ معاملة اليتيم، ولا يضق صدرك عليه، ولا تنهره، بل أكرمه، وأعطه ما تيسر، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك. nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر أي:
nindex.php?page=treesubj&link=24717لا يصدر منك كلام للسائل يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق، بل أعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف وإحسان . ويدخل في هذا السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان
nindex.php?page=treesubj&link=18497المعلم مأمورا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكراما لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد.
[ ص: 1978 ] nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11فحدث أي: أثن على الله بها، وخصها بالذكر إن كان هناك مصلحة.
وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالضُّحَى
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=33062_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى nindex.php?page=treesubj&link=32440_33062_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى nindex.php?page=treesubj&link=30602_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى nindex.php?page=treesubj&link=29497_30614_34306_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى nindex.php?page=treesubj&link=19624_30614_31034_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى nindex.php?page=treesubj&link=29261_29263_30614_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى nindex.php?page=treesubj&link=19881_30614_31034_34163_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى nindex.php?page=treesubj&link=30614_31106_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى nindex.php?page=treesubj&link=33306_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ nindex.php?page=treesubj&link=23465_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ nindex.php?page=treesubj&link=33147_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
أَقْسَمَ تَعَالَى بِالنَّهَارِ إِذَا انْتَشَرَ ضِيَاؤُهُ بِالضُّحَى، وَبِاللَّيْلِ إِذَا سَجَى وَادْلَهَمَّتْ ظُلْمَتُهُ، عَلَى اعْتِنَاءِ اللَّهِ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ أَيْ: مَا تَرَكَكَ مُنْذُ اعْتَنَى بِكَ، وَلَا أَهْمَلَكَ مُنْذُ رَبَّاكَ وَرَعَاكَ، بَلْ لَمْ يَزَلْ يُرَبِّيكَ أَكْمَلَ تَرْبِيَةً، وَيُعْلِيكَ دَرَجَةً بَعْدَ دَرَجَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وَمَا قَلَى كَ اللَّهُ أَيْ: مَا أَبْغَضَكَ مُنْذُ أَحَبَّكَ، فَإِنَّ نَفْيَ الضِّدِّ دَلِيلٌ عَلَى ثُبُوتِ ضِدِّهِ، وَالنَّفْيُ الْمَحْضُ لَا يَكُونُ مَدْحًا، إِلَّا إِذَا تَضَمَّنَ ثُبُوتَ كَمَالٍ، فَهَذِهِ حَالُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاضِيَةُ وَالْحَاضِرَةُ، أَكْمَلُ حَالٍ وَأَتَمُّهَا، مَحَبَّةُ اللَّهِ لَهُ وَاسْتِمْرَارُهَا، وَتَرْقِيَتُهُ فِي دَرَجَاتِ الْكَمَالِ، وَدَوَامِ اعْتِنَاءِ اللَّهِ بِهِ.
وَأَمَّا حَالُهُ الْمُسْتَقْبَلَةُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى أَيْ: كُلُّ
[ ص: 1977 ] حَالَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنْ أَحْوَالِكَ، فَإِنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْحَالَةِ السَّابِقَةِ.
فَلَمْ يَزَلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْعَدُ فِي دَرَجَاتِ الْمَعَالِي وَيُمَكِّنُ اللَّهُ لَهُ دِينَهُ، وَيَنْصُرُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَيُسَدِّدُهُ أَحْوَالَهُ، حَتَّى مَاتَ، وَقَدْ وَصَلَ إِلَى حَالٍ مَا يَصِلُ إِلَيْهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، مِنَ الْفَضَائِلِ وَالنِّعَمِ، وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، وَسُرُورِ الْقَلْبِ.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ، لَا تَسْأَلُ عَنْ حَالِهِ فِي الْآخِرَةِ، مِنْ تَفَاصِيلِ الْإِكْرَامِ، وَأَنْوَاعِ الْإِنْعَامِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ بِغَيْرِ هَذِهِ الْعِبَارَةِ الْجَامِعَةِ الشَّامِلَةِ.
ثُمَّ امْتَنَّ عَلَيْهِ بِمَا يَعْلَمُهُ مِنْ أَحْوَالِهِ الْخَاصَّةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى أَيْ: وَجَدَكَ لَا أُمَّ لَكَ، وَلَا أَبَ، بَلْ قَدْ مَاتَ أَبُوهُ وَأَمُّهُ وَهُوَ لَا يُدَبِّرُ نَفْسَهُ، فَآوَاهُ اللَّهُ، وَكَفَّلَهُ جَدُّهُ
عَبَدُ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ جَدُّهُ كَفَّلَهُ اللهُ عَمَّهُ
أَبَا طَالِبٍ، حَتَّى أَيَّدَهُ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى أَيْ: وَجَدَكَ لَا تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ، فَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمْ، وَوَفَّقَكَ لِأَحْسَنِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8وَوَجَدَكَ عَائِلا أَيْ: فَقِيرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8فَأَغْنَى بِمَا فَتَحَ عَلَيْكَ مِنَ الْبُلْدَانِ، الَّتِي جُبِيَتْ لَكَ أَمْوَالُهَا وَخِرَاجُهَا.
فَالَّذِي أَزَالَ عَنْكَ هَذِهِ النَّقَائِصَ، سَيُزِيلُ عَنْكَ كُلَّ نَقْصٍ، وَالَّذِي أَوْصَلَكَ إِلَى الْغِنَى، وَآوَاكَ وَنَصَرَكَ وَهَدَاكَ، قَابَلَ نِعْمَتَهُ بِالشُّكْرَانِ.
وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=33306_19799لَا تُسِئْ مُعَامَلَةَ الْيَتِيمِ، وَلَا يَضِقْ صَدْرُكُ عَلَيْهِ، وَلَا تَنْهَرْهُ، بَلْ أَكْرِمْهُ، وَأَعْطِهِ مَا تَيَسَّرَ، وَاصْنَعْ بِهِ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُصْنَعَ بِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ. nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=24717لَا يَصْدُرُ مِنْكَ كَلَامٌ لِلسَّائِلِ يَقْتَضِي رَدَّهُ عَنْ مَطْلُوبِهِ، بِنَهَرٍ وَشَرَاسَةِ خُلُقٍ، بَلْ أَعْطِهِ مَا تَيَسَّرَ عِنْدَكَ أَوْ رُدَّهُ بِمَعْرُوفٍ وَإِحْسَانٍ . وَيَدْخُلُ فِي هَذَا السَّائِلُ لِلْمَالِ، وَالسَّائِلُ لِلْعِلْمِ، وَلِهَذَا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=18497الْمُعَلِّمُ مَأْمُورًا بِحُسْنِ الْخُلُقِ مَعَ الْمُتَعَلِّمِ، وَمُبَاشَرَتِهِ بِالْإِكْرَامِ وَالتَّحَنُّنِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مَعُونَةً لَهُ عَلَى مَقْصِدِهِ، وَإِكْرَامًا لِمَنْ كَانَ يَسْعَى فِي نَفْعِ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ.
[ ص: 1978 ] nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ وَهَذَا يَشْمَلُ النِّعَمَ الدِّينِيَّةَ وَالدُّنْيَوِيَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11فَحَدِّثْ أَيْ: أَثْنِ عَلَى اللَّهِ بِهَا، وَخُصَّهَا بِالذِّكْرِ إِنْ كَانَ هُنَاكَ مَصْلَحَةٌ.
وَإِلَّا فَحَدِّثَ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَإِنَّ التَّحَدُّثَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ، دَاعٍ لِشُكْرِهَا، وَمُوجِبٌ لِتَحْبِيبِ الْقُلُوبِ إِلَى مَنْ أَنْعَمَ بِهَا، فَإِنَّ الْقُلُوبَ مَجْبُولَةٌ عَلَى مَحَبَّةِ الْمُحْسِنِ.