nindex.php?page=treesubj&link=19705_19881_28723_29723_32210_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم nindex.php?page=treesubj&link=19705_29723_32516_32532_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما nindex.php?page=treesubj&link=28640_29693_29723_31825_34273_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا
(26) يخبر تعالى بمنته العظيمة ومنحته الجسيمة، وحسن تربيته لعباده المؤمنين وسهولة دينه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم أي: جميع ما تحتاجون إلى بيانه من الحق والباطل، والحلال والحرام،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26ويهديكم سنن الذين من قبلكم أي: الذين أنعم الله عليهم من النبيين وأتباعهم، في سيرهم الحميدة، وأفعالهم السديدة، وشمائلهم الكاملة، وتوفيقهم التام. فلذلك نفذ ما أراده، ووضح لكم وبين بيانا كما بين لمن قبلكم، وهداكم هداية عظيمة في العلم والعمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26ويتوب عليكم أي: يلطف بكم في أحوالكم وما شرعه لكم حتى
[ ص: 299 ] تتمكنوا من الوقوف على ما حده الله، والاكتفاء بما أحله فتقل ذنوبكم بسبب ما يسر الله عليكم فهذا من توبته على عباده.
ومن توبته عليهم أنهم إذا أذنبوا فتح لهم أبواب الرحمة وأوزع قلوبهم الإنابة إليه، والتذلل بين يديه ثم يتوب عليهم بقبول ما وفقهم له. فله الحمد والشكر على ذلك.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26والله عليم حكيم أي: كامل الحكمة، فمن علمه أن علمكم ما لم تكونوا تعلمون، ومنها هذه الأشياء والحدود. ومن حكمته أنه يتوب على من اقتضت حكمته ورحمته التوبة عليه، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله أن لا يصلح للتوبة.
(27) وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم أي: توبة تلم شعثكم، وتجمع متفرقكم، وتقرب بعيدكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27ويريد الذين يتبعون الشهوات أي: يميلون معها حيث مالت ويقدمونها على ما فيه رضا محبوبهم، ويعبدون أهواءهم، من أصناف الكفرة والعاصين، المقدمين لأهوائهم على طاعة ربهم، فهؤلاء يريدون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27أن تميلوا ميلا عظيما أي: أن تنحرفوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم والضالين.
يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان، وعن التزام حدود من السعادة كلها في امتثال أوامره، إلى من الشقاوة كلها في اتباعه. فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم وسعادتكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسار والشقاء، فاختاروا لأنفسكم أولى الداعيين، وتخيروا أحسن الطريقتين.
(28)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم أي: بسهولة ما أمركم به وما نهاكم عنه، ثم مع حصول المشقة في بعض الشرائع أباح لكم ما تقتضيه حاجتكم، كالميتة والدم ونحوهما للمضطر، وكتزوج الأمة للحر بتلك الشروط السابقة. وذلك لرحمته التامة وإحسانه الشامل، وعلمه وحكمته بضعف الإنسان من جميع الوجوه، ضعف البنية، وضعف الإرادة، وضعف العزيمة، وضعف الإيمان، وضعف الصبر، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه، ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته.
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19881_28723_29723_32210_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19705_29723_32516_32532_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28640_29693_29723_31825_34273_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
(26) يُخْبِرُ تَعَالَى بِمِنَّتِهِ الْعَظِيمَةِ وَمِنْحَتِهِ الْجَسِيمَةِ، وَحُسْنِ تَرْبِيَتِهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَسُهُولَةِ دِينِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ أَيْ: جَمِيعَ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَى بَيَانِهِ مِنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَيِ: الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ، فِي سِيَرِهِمُ الْحَمِيدَةِ، وَأَفْعَالِهِمِ السَّدِيدَةِ، وَشَمَائِلِهِمُ الْكَامِلَةِ، وَتَوْفِيقِهِمِ التَّامِّ. فَلِذَلِكَ نَفَّذَ مَا أَرَادَهُ، وَوَضَّحَ لَكُمْ وَبَيَّنَ بَيَانًا كَمَا بَيَّنَ لِمَنْ قَبْلَكُمْ، وَهَدَاكُمْ هِدَايَةً عَظِيمَةً فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ أَيْ: يَلْطُفَ بِكُمْ فِي أَحْوَالِكُمْ وَمَا شَرَعَهُ لَكُمْ حَتَّى
[ ص: 299 ] تَتَمَكَّنُوا مِنَ الْوُقُوفِ عَلَى مَا حَدَّهُ اللَّهُ، وَالِاكْتِفَاءِ بِمَا أَحَلَّهُ فَتَقِلُّ ذُنُوبُكُمْ بِسَبَبِ مَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَهَذَا مِنْ تَوْبَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ.
وَمِنْ تَوْبَتِهِ عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ إِذَا أَذْنَبُوا فَتَحَ لَهُمْ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ وَأَوْزَعَ قُلُوبَهُمِ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ، وَالتَّذَلُّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ بِقَبُولِ مَا وَفَّقَهُمْ لَهُ. فَلَهُ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ عَلَى ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أَيْ: كَامِلُ الْحِكْمَةِ، فَمِنْ عِلْمِهِ أَنْ عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، وَمِنْهَا هَذِهِ الْأَشْيَاءُ وَالْحُدُودُ. وَمِنْ حِكْمَتِهِ أَنَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ وَرَحْمَتُهُ التَّوْبَةَ عَلَيْهِ، وَيَخْذُلُ مَنِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ وَعَدْلُهُ أَنْ لَا يَصْلُحَ لِلتَّوْبَةِ.
(27) وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ أَيْ: تَوْبَةً تَلُمُّ شَعَثَكُمْ، وَتَجْمَعُ مُتَفَرِّقَكُمْ، وَتُقَرِّبُ بَعِيدَكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَيْ: يَمِيلُونَ مَعَهَا حَيْثُ مَالَتْ وَيُقَدِّمُونَهَا عَلَى مَا فِيهِ رِضَا مَحْبُوبِهِمْ، وَيَعْبُدُونَ أَهْوَاءَهُمْ، مِنْ أَصْنَافِ الْكَفَرَةِ وَالْعَاصِينَ، الْمُقَدِّمِينَ لِأَهْوَائِهِمْ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ، فَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا أَيْ: أَنْ تَنْحَرِفُوا عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ إِلَى صِرَاطِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ.
يُرِيدُونَ أَنْ يَصْرِفُوكُمْ عَنْ طَاعَةِ الرَّحْمَنِ إِلَى طَاعَةِ الشَّيْطَانِ، وَعَنِ الْتِزَامِ حُدُودِ مَنِ السَّعَادَةُ كُلُّهَا فِي امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ، إِلَى مَنِ الشَّقَاوَةُ كُلُّهَا فِي اتِّبَاعِهِ. فَإِذَا عَرَفْتُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُكُمْ بِمَا فِيهِ صَلَاحُكُمْ وَفَلَاحُكُمْ وَسَعَادَتُكُمْ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُتَّبِعِينَ لِشَهَوَاتِهِمْ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا فِيهِ غَايَةُ الْخَسَارِ وَالشَّقَاءِ، فَاخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَوْلَى الدَّاعِيَيْنِ، وَتَخَيَّرُوا أَحْسَنَ الطَّرِيقَتَيْنِ.
(28)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ أَيْ: بِسُهُولَةِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ، ثُمَّ مَعَ حُصُولِ الْمَشَقَّةِ فِي بَعْضِ الشَّرَائِعِ أَبَاحَ لَكُمْ مَا تَقْتَضِيهِ حَاجَتُكُمْ، كَالْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَنَحْوِهِمَا لِلْمُضْطَرِّ، وَكَتَزَوُّجِ الْأَمَةِ لِلْحُرِّ بِتِلْكَ الشُّرُوطِ السَّابِقَةِ. وَذَلِكَ لِرَحْمَتِهِ التَّامَّةِ وَإِحْسَانِهِ الشَّامِلِ، وَعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ بِضَعْفِ الْإِنْسَانِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، ضَعْفِ الْبِنْيَةِ، وَضَعْفِ الْإِرَادَةِ، وَضَعْفِ الْعَزِيمَةِ، وَضَعْفِ الْإِيمَانِ، وَضَعْفِ الصَّبْرِ، فَنَاسَبَ ذَلِكَ أَنْ يُخَفِّفَ اللَّهُ عَنْهُ، مَا يَضْعُفُ عَنْهُ وَمَا لَا يُطِيقُهُ إِيمَانُهُ وَصَبْرُهُ وَقُوَّتُهُ.