nindex.php?page=treesubj&link=25583_27962_28861_30725_30726_31931_32423_32424_32428_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا nindex.php?page=treesubj&link=19059_28861_30532_30725_31951_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا nindex.php?page=treesubj&link=29687_31931_32416_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا nindex.php?page=treesubj&link=28723_31787_31931_32419_32423_34274_34304_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما nindex.php?page=treesubj&link=29786_30428_30437_30532_30539_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29786_30437_30443_30532_30539_32447_34123_34125_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما nindex.php?page=treesubj&link=30386_30387_30395_30397_30415_30503_30531_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا (51) وهذا من قبائح اليهود وحسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، أن أخلاقهم الرذيلة وطبعهم الخبيث، حملهم على ترك الإيمان بالله ورسوله، والتعوض عنه بالإيمان بالجبت والطاغوت، وهو الإيمان بكل عبادة لغير الله، أو حكم بغير شرع الله.
فدخل في ذلك السحر والكهانة، وعبادة غير الله، وطاعة الشيطان، كل هذا من الجبت والطاغوت، وكذلك حملهم الكفر والحسد على أن فضلوا طريقة الكافرين بالله -عبدة الأصنام- على طريق المؤمنين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51ويقولون للذين كفروا أي: لأجلهم تملقا لهم ومداهنة، وبغضا للإيمان:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أي: طريقا. فما أسمجهم وأشد عنادهم وأقل عقولهم! كيف سلكوا هذا
[ ص: 315 ] المسلك الوخيم والوادي الذميم؟ هل ظنوا أن هذا يروج على أحد من العقلاء، أو يدخل عقل أحد من الجهلاء، فهل يفضل دين قام على عبادة الأصنام والأوثان، واستقام على تحريم الطيبات، وإباحة الخبائث، وإحلال كثير من المحرمات، وإقامة الظلم بين الخلق، وتسوية الخالق بالمخلوقين، والكفر بالله ورسله وكتبه، على دين قام على عبادة الرحمن، والإخلاص لله في السر والإعلان، والكفر بما يعبد من دونه من الأوثان والأنداد والكاذبين، وعلى صلة الأرحام والإحسان إلى جميع الخلق، حتى البهائم، وإقامة العدل والقسط بين الناس، وتحريم كل خبيث وظلم، والصدق في جميع الأقوال والأعمال، فهل هذا إلا من الهذيان، وصاحب هذا القول إما من أجهل الناس وأضعفهم عقلا وإما من أعظمهم عنادا وتمردا ومراغمة للحق، وهذا هو الواقع.
(52) ولهذا قال تعالى عنهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله أي: طردهم عن رحمته وأحل عليهم نقمته.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أي: يتولاه ويقوم بمصالحه ويحفظه عن المكاره، وهذا غاية الخذلان.
(53)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أم لهم نصيب من الملك أي: فيفضلون من شاءوا على من شاءوا بمجرد أهوائهم، فيكونون شركاء لله في تدبير المملكة، فلو كانوا كذلك لشحوا وبخلوا أشد البخل، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53فإذا أي: لو كان لهم نصيب من الملك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53لا يؤتون الناس نقيرا أي: شيئا ولا قليلا. وهذا وصف لهم بشدة البخل على تقدير وجود ملكهم المشارك لملك الله. وأخرج هذا مخرج الاستفهام المتقرر إنكاره عند كل أحد.
(54)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله أي: هل الحامل لهم على قولهم كونهم شركاء لله فيفضلون من شاءوا؟ أم الحامل لهم على ذلك الحسد للرسول وللمؤمنين على ما آتاهم الله من فضله؟ وذلك ليس ببدع ولا غريب على فضل الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما وذلك ما أنعم الله به على
إبراهيم وذريته من النبوة والكتاب والملك الذي أعطاه من أعطاه من أنبيائه ك
"داود" و
"سليمان". فإنعامه لم يزل مستمرا على عباده المؤمنين. فكيف ينكرون إنعامه بالنبوة والنصر والملك
لمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأجلهم وأعظمهم معرفة بالله وأخشاهم له؟
(55)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55فمنهم من آمن به أي:
بمحمد صلى الله عليه وسلم فنال بذلك السعادة الدنيوية
[ ص: 316 ] والفلاح الأخروي.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55ومنهم من صد عنه عنادا وبغيا وحسدا فحصل لهم من شقاء الدنيا ومصائبها ما هو بعض آثار معاصيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55وكفى بجهنم سعيرا تسعر على من كفر بالله، وجحد نبوة أنبيائه من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفرة.
(56) ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا أي: عظيمة الوقود شديدة الحرارة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56كلما نضجت جلودهم أي: احترقت
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب أي: ليبلغ العذاب منهم كل مبلغ. وكما تكرر منهم الكفر والعناد وصار وصفا لهم وسجية; كرر عليهم العذاب جزاء وفاقا، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الله كان عزيزا حكيما أي: له العزة العظيمة والحكمة في خلقه وأمره، وثوابه وعقابه.
(57)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57والذين آمنوا أي: بالله وما أوجب الإيمان به
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وعملوا الصالحات من الواجبات والمستحبات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة أي: من الأخلاق الرذيلة، والخلق الذميم، ومما يكون من نساء الدنيا من كل دنس وعيب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وندخلهم ظلا ظليلا .
nindex.php?page=treesubj&link=25583_27962_28861_30725_30726_31931_32423_32424_32428_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا nindex.php?page=treesubj&link=19059_28861_30532_30725_31951_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=29687_31931_32416_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_31787_31931_32419_32423_34274_34304_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=29786_30428_30437_30532_30539_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29786_30437_30443_30532_30539_32447_34123_34125_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=30386_30387_30395_30397_30415_30503_30531_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (51) وَهَذَا مِنْ قَبَائِحِ الْيَهُودِ وَحَسَدِهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ أَخْلَاقَهُمُ الرَّذِيلَةَ وَطَبْعَهُمُ الْخَبِيثَ، حَمَلَهُمْ عَلَى تَرْكِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالتَّعَوُّضِ عَنْهُ بِالْإِيمَانِ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِكُلِّ عِبَادَةٍ لِغَيْرِ اللَّهِ، أَوْ حُكْمٍ بِغَيْرِ شَرْعِ اللَّهِ.
فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ السِّحْرُ وَالْكِهَانَةُ، وَعِبَادَةُ غَيْرِ اللَّهِ، وَطَاعَةُ الشَّيْطَانِ، كُلُّ هَذَا مِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَكَذَلِكَ حَمَلَهُمُ الْكُفْرُ وَالْحَسَدُ عَلَى أَنْ فَضَّلُوا طَرِيقَةَ الْكَافِرِينَ بِاللَّهِ -عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ- عَلَى طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ: لِأَجْلِهِمْ تَمَلُّقًا لَهُمْ وَمُدَاهَنَةً، وَبُغْضًا لِلْإِيمَانِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا أَيْ: طَرِيقًا. فَمَا أَسْمَجَهُمْ وَأَشَدَّ عِنَادِهِمْ وَأَقَلَّ عُقُولِهِمْ! كَيْفَ سَلَكُوا هَذَا
[ ص: 315 ] الْمَسْلَكَ الْوَخِيمَ وَالْوَادِيَ الذَّمِيمَ؟ هَلْ ظَنُّوا أَنَّ هَذَا يَرُوجُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْعُقَلَاءِ، أَوْ يَدْخُلُ عَقْلَ أَحَدٍ مِنَ الْجُهَلَاءِ، فَهَلْ يُفَضَّلُ دِينٌ قَامَ عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ، وَاسْتَقَامَ عَلَى تَحْرِيمِ الطَّيِّبَاتِ، وَإِبَاحَةِ الْخَبَائِثِ، وَإِحْلَالِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَإِقَامَةِ الظُّلْمِ بَيْنَ الْخَلْقِ، وَتَسْوِيَةِ الْخَالِقِ بِالْمَخْلُوقِينَ، وَالْكَفْرِ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ، عَلَى دِينٍ قَامَ عَلَى عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ، وَالْإِخْلَاصِ لِلَّهِ فِي السِّرِّ وَالْإِعْلَانِ، وَالْكَفْرِ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ مِنَ الْأَوْثَانِ وَالْأَنْدَادِ وَالْكَاذِبِينَ، وَعَلَى صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، حَتَّى الْبَهَائِمِ، وَإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ النَّاسِ، وَتَحْرِيمِ كُلِّ خَبِيثٍ وَظُلْمٍ، وَالصِّدْقِ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ، فَهَلْ هَذَا إِلَّا مِنَ الْهَذَيَانِ، وَصَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ إِمَّا مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ وَأَضْعَفِهِمْ عَقْلًا وَإِمَّا مَنْ أَعْظَمِهِمْ عِنَادًا وَتَمَرُّدًا وَمُرَاغَمَةً لِلْحَقِّ، وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ.
(52) وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَيْ: طَرَدَهُمْ عَنْ رَحْمَتِهِ وَأَحَلَّ عَلَيْهِمْ نِقْمَتَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا أَيْ: يَتَوَلَّاهُ وَيَقُومُ بِمَصَالِحِهِ وَيَحْفَظُهُ عَنِ الْمَكَارِهِ، وَهَذَا غَايَةُ الْخِذْلَانِ.
(53)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ أَيْ: فَيُفَضِّلُونَ مَنْ شَاءُوا عَلَى مَنْ شَاءُوا بِمُجَرَّدِ أَهْوَائِهِمْ، فَيَكُونُونَ شُرَكَاءَ لِلَّهِ فِي تَدْبِيرِ الْمَمْلَكَةِ، فَلَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَشَحُّوا وَبَخِلُوا أَشَدَّ الْبُخْلِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53فَإِذًا أَيْ: لَوْ كَانَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا أَيْ: شَيْئًا وَلَا قَلِيلًا. وَهَذَا وَصْفٌ لَهُمْ بِشِدَّةِ الْبُخْلِ عَلَى تَقْدِيرِ وُجُودِ مُلْكِهِمُ الْمُشَارِكِ لِمُلْكِ اللَّهِ. وَأَخْرَجَ هَذَا مَخْرَجَ الِاسْتِفْهَامِ الْمُتَقَرِّرِ إِنْكَارُهُ عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ.
(54)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ: هَلِ الْحَامِلُ لَهُمْ عَلَى قَوْلِهِمْ كَوْنُهُمْ شُرَكَاءَ لِلَّهِ فَيُفَضِّلُونَ مَنْ شَاءُوا؟ أَمِ الْحَامِلُ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْحَسَدُ لِلرَّسُولِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ؟ وَذَلِكَ لَيْسَ بِبِدْعٍ وَلَا غَرِيبٍ عَلَى فَضْلِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا وَذَلِكَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَذُرِّيَّتِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالْكِتَابِ وَالْمُلْكِ الَّذِي أَعْطَاهُ مَنْ أَعْطَاهُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ كِ
"دَاوُدَ" وَ
"سُلَيْمَانَ". فَإِنْعَامُهُ لَمْ يَزَلْ مُسْتَمِرًّا عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَيْفَ يُنْكِرُونَ إِنْعَامَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَالنَّصْرِ وَالْمُلْكِ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلِ الْخَلْقِ وَأَجَلِّهِمْ وَأَعْظَمِهِمْ مَعْرِفَةً بِاللَّهِ وَأَخْشَاهُمْ لَهُ؟
(55)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ أَيْ:
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَالَ بِذَلِكَ السَّعَادَةَ الدُّنْيَوِيَّةَ
[ ص: 316 ] وَالْفَلَاحَ الْأُخْرَوِيَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ عِنَادًا وَبَغْيًا وَحَسَدًا فَحَصَلَ لَهُمْ مِنْ شَقَاءِ الدُّنْيَا وَمَصَائِبِهَا مَا هُوَ بَعْضُ آثَارِ مَعَاصِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=55وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا تُسَعَّرُ عَلَى مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَجَحَدَ نُبُوَّةَ أَنْبِيَائِهِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْنَافِ الْكَفَرَةِ.
(56) وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا أَيْ: عَظِيمَةَ الْوَقُودِ شَدِيدَةَ الْحَرَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ أَيِ: احْتَرَقَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ أَيْ: لِيَبْلُغَ الْعَذَابُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ. وَكَمَا تَكَرَّرَ مِنْهُمُ الْكُفْرُ وَالْعِنَادُ وَصَارَ وَصْفًا لَهُمْ وَسَجِيَّةً; كَرَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ جَزَاءً وِفَاقًا، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا أَيْ: لَهُ الْعِزَّةُ الْعَظِيمَةُ وَالْحِكْمَةُ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ.
(57)
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وَالَّذِينَ آمَنُوا أَيْ: بِاللَّهِ وَمَا أَوْجَبَ الْإِيمَانَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ أَيْ: مِنَ الْأَخْلَاقِ الرَّذِيلَةِ، وَالْخُلُقِ الذَّمِيمِ، وَمِمَّا يَكُونُ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَعَيْبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=57وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا .