nindex.php?page=treesubj&link=30563_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين nindex.php?page=treesubj&link=19026_28723_30563_30569_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين nindex.php?page=treesubj&link=29677_30569_30723_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا [ ص: 657 ] لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون
(46) يقول تعالى مبينا أن المتخلفين من المنافقين قد ظهر منهم من القرائن ما يبين أنهم ما قصدوا الخروج بالكلية، وأن أعذارهم التي اعتذروها باطلة، فإن العذر هو المانع الذي يمنع إذا بذل العبد وسعه، وسعى في أسباب الخروج، ثم منعه مانع شرعي، فهذا الذي يعذر.
( و ) أما هؤلاء المنافقون فـ " لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة " أي: لاستعدوا وعملوا ما يمكنهم من الأسباب، ولكن لما لم يعدوا له عدة، علم أنهم ما أرادوا الخروج.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولكن كره الله انبعاثهم معكم في الخروج للغزو
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46فثبطهم قدرا وقضاء، وإن كان قد أمرهم وحثهم على الخروج، وجعلهم مقتدرين عليه، ولكن بحكمته ما أراد إعانتهم، بل خذلهم وثبطهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وقيل اقعدوا مع القاعدين من النساء والمعذورين.
(47) ثم ذكر الحكمة في ذلك فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا أي: نقصا.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47ولأوضعوا خلالكم أي: ولسعوا في الفتنة والشر بينكم، وفرقوا جماعتكم المجتمعين،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يبغونكم الفتنة أي: هم حريصون على فتنتكم وإلقاء العداوة بينكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وفيكم أناس ضعفاء العقول
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47سماعون لهم أي: مستجيبون لدعوتهم يغترون بهم، فإذا كانوا هم حريصين على خذلانكم، وإلقاء الشر بينكم، وتثبيطكم عن أعدائكم، وفيكم من يقبل منهم ويستنصحهم. فما ظنك بالشر الحاصل من خروجهم مع المؤمنين، والنقص الكثير منهم، فلله أتم الحكمة حيث ثبطهم ومنعهم من الخروج مع عباده المؤمنين رحمة بهم، ولطفا من أن يداخلهم ما لا ينفعهم، بل يضرهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47والله عليم بالظالمين فيعلم عباده كيف يحذرونهم، ويبين لهم من المفاسد الناشئة من مخالطتهم.
(48) ثم ذكر أنه قد سبق لهم سوابق في الشر فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لقد ابتغوا الفتنة من قبل أي: حين هاجرتم إلى
المدينة، بذلوا الجهد،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وقلبوا لك الأمور أي: أداروا الأفكار، وأعملوا الحيل في إبطال دعوتكم وخذلان دينكم، ولم يقصروا في ذلك،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون فبطل كيدهم واضمحل باطلهم، فحقيق بمثل هؤلاء أن يحذر الله عباده المؤمنين منهم، وأن لا يبالي المؤمنون بتخلفهم عنهم.
[ ص: 658 ]
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19026_28723_30563_30569_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29677_30569_30723_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا [ ص: 657 ] لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ
(46) يَقُولُ تَعَالَى مُبَيِّنًا أَنَّ الْمُتَخَلِّفِينَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ قَدْ ظَهَرَ مِنْهُمْ مَنَ الْقَرَائِنِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّهُمْ مَا قَصَدُوا الْخُرُوجَ بِالْكُلِّيَّةِ، وَأَنَّ أَعْذَارَهُمُ الَّتِي اعْتَذَرُوهَا بَاطِلَةٌ، فَإِنَّ الْعُذْرَ هُوَ الْمَانِعُ الَّذِي يَمْنَعُ إِذَا بَذَلَ الْعَبْدُ وُسْعَهُ، وَسَعَى فِي أَسْبَابِ الْخُرُوجِ، ثُمَّ مَنَعَهُ مَانِعٌ شَرْعِيٌّ، فَهَذَا الَّذِي يُعْذَرُ.
( وَ ) أَمَّا هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ فَـ " لَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً " أَيْ: لَاسْتَعَدُّوا وَعَمِلُوا مَا يُمْكِنُهُمْ مِنَ الْأَسْبَابِ، وَلَكِنْ لَمَّا لَمْ يُعِدُّوا لَهُ عُدَّةً، عُلِمَ أَنَّهُمْ مَا أَرَادُوا الْخُرُوجَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ مَعَكُمْ فِي الْخُرُوجِ لِلْغَزْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46فَثَبَّطَهُمْ قَدَرًا وَقَضَاءً، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَمَرَهُمْ وَحَثَّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ، وَجَعَلَهُمْ مُقْتَدِرِينَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ بِحِكْمَتِهِ مَا أَرَادَ إِعَانَتَهُمْ، بَلْ خَذَلَهُمْ وَثَبَّطَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَالْمَعْذُورِينَ.
(47) ثُمَّ ذَكَرَ الْحِكْمَةَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا أَيْ: نَقْصًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ أَيْ: وَلَسَعَوْا فِي الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ بَيْنَكُمْ، وَفَرَّقُوا جَمَاعَتَكُمُ الْمُجْتَمِعِينَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ أَيْ: هُمْ حَرِيصُونَ عَلَى فِتْنَتِكُمْ وَإِلْقَاءِ الْعَدَاوَةِ بَيْنَكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَفِيكُمْ أُنَاسٌ ضُعَفَاءُ الْعُقُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47سَمَّاعُونَ لَهُمْ أَيْ: مُسْتَجِيبُونَ لِدَعْوَتِهِمْ يَغْتَرُّونَ بِهِمْ، فَإِذَا كَانُوا هُمْ حَرِيصِينَ عَلَى خِذْلَانِكُمْ، وَإِلْقَاءِ الشَّرِّ بَيْنَكُمْ، وَتَثْبِيطِكُمْ عَنْ أَعْدَائِكُمْ، وَفِيكُمْ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُمْ وَيَسْتَنْصَحُهُمْ. فَمَا ظَنُّكَ بِالشَّرِّ الْحَاصِلِ مِنْ خُرُوجِهِمْ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالنَّقْصِ الْكَثِيرِ مِنْهُمْ، فَلِلَّهِ أَتَمُّ الْحِكْمَةِ حَيْثُ ثَبَّطَهُمْ وَمَنَعَهُمْ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةً بِهِمْ، وَلُطْفًا مِنْ أَنْ يُدَاخِلَهُمْ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ، بَلْ يَضُرُّهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ فَيُعَلِّمُ عِبَادَهُ كَيْفَ يَحْذَرُونَهُمْ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ مِنَ الْمَفَاسِدِ النَّاشِئَةِ مِنْ مُخَالَطَتِهِمْ.
(48) ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ لَهُمْ سَوَابِقُ فِي الشَّرِّ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ أَيْ: حِينَ هَاجَرْتُمْ إِلَى
الْمَدِينَةِ، بَذَلُوا الْجُهْدَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ أَيْ: أَدَارُوا الْأَفْكَارَ، وَأَعْمَلُوا الْحِيَلَ فِي إِبْطَالِ دَعْوَتِكُمْ وَخِذْلَانِ دِينِكُمْ، وَلَمْ يُقْصِرُوا فِي ذَلِكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ فَبَطَلَ كَيْدُهُمْ وَاضْمَحَلَّ بَاطِلُهُمْ، فَحَقِيقٌ بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ أَنْ يُحَذِّرَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ، وَأَنْ لَا يُبَالِيَ الْمُؤْمِنُونَ بِتَخَلُّفِهِمْ عَنْهُمْ.
[ ص: 658 ]