الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال

                                                                                                                                                                                                                                        (12 ) يقول تعالى : هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا : أي : يخاف منه الصواعق والهدم وأنواع الضرر على بعض الثمار ونحوها ويطمع في خيره ونفعه ، وينشئ السحاب الثقال : بالمطر الغزير الذي به نفع العباد والبلاد .

                                                                                                                                                                                                                                        (13 ويسبح الرعد بحمده : وهو الصوت الذي يسمع من السحاب المزعج للعباد ؛ فهو خاضع لربه مسبح بحمده ، ( و ) تسبح " الملائكة من خيفته " ؛ أي : خشعا لربهم خائفين من سطوته ، ويرسل الصواعق : وهي هذه النار التي تخرج من السحاب ، فيصيب بها من يشاء : من عباده بحسب ما شاءه وأراده ، وهو شديد المحال ؛ أي : شديد الحول والقوة ؛ فلا يريد شيئا إلا فعله ، ولا يتعاصى عليه شيء ولا يفوته هارب . فإذا كان هو وحده الذي يسوق للعباد الأمطار والسحب التي فيها مادة أرزاقهم ، وهو الذي يدبر الأمور ، وتخضع له المخلوقات العظام التي يخاف منها وتزعج العباد ، وهو شديد القوة ؛ فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له .

                                                                                                                                                                                                                                        ولهذا قال :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية