بعد هذا التمهيد التقريري الطويل تجيء قضية الذبائح، مبنية على القاعدة الأساسية التي أقامها ذلك التمهيد التقريري الطويل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فكلوا مما ذكر اسم الله عليه.. إن كنتم بآياته مؤمنين.. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وقد فصل لكم ما حرم عليكم - إلا ما اضطررتم إليه - وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم، إن ربك هو أعلم بالمعتدين. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120وذروا ظاهر الإثم وباطنه، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه - وإنه لفسق - وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ..
وقبل أن ندخل في تفصيل هذه الأحكام من الناحية الفقهية، يهمنا أن نبرز المبادئ الأساسية الاعتقادية التي تقررها.
إنه يأمر بالأكل مما ذكر اسم الله عليه. والذكر يقرر الوجهة ويحدد الاتجاه. ويعلق إيمان الناس بطاعة هذا الأمر الصادر إليهم من الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فكلوا مما ذكر اسم الله عليه.. إن كنتم بآياته مؤمنين ..
[ ص: 1197 ] ثم يسألهم: وما لهم في الامتناع من الأكل مما ذكر اسم الله عليه، وقد جعله الله لهم حلالا؟ وقد بين لهم
nindex.php?page=treesubj&link=23988_32210الحرام الذي لا يأكلونه إلا اضطرارا؟ فانتهى بهذا البيان كل قول في حله وحرمته ; وفي الأكل منه أو تركه؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه؟ ..
ولما كانت هذه النصوص تواجه قضية حاضرة إذ ذاك في البيئة، حيث كان المشركون يمتنعون من
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذبائح أحلها الله ; ويحلون
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذبائح حرمها الله - ويزعمون أن هذا هو شرع الله! - فإن السياق يفصل في أمر هؤلاء
nindex.php?page=treesubj&link=29706المشترعين المفترين على الله، فيقرر أنهم إنما يشرعون بأهوائهم بغير علم ولا اتباع، ويضلون الناس بما يشرعونه لهم من عند أنفسهم، ويعتدون على
nindex.php?page=treesubj&link=28666_28662ألوهية الله وحاكميته بمزاولتهم لخصائص الألوهية وهم عبيد:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم.. إن ربك هو أعلم بالمعتدين ..
ويأمرهم بأن يتركوا الإثم كله - ظاهره وخافيه - ومنه هذا الذي يزاولونه من إضلال الناس بالهوى وبغير علم ; وحملهم على شرائع ليست من عند الله، وافتراء أنها شريعة الله! ويحذرهم مغبة هذا الإثم الذي يقترفونه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ..
ثم ينهى عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح التي كانوا يذكرون عليها أسماء آلهتهم ; أو ينحرونها للميسر ويستقسمونها بالأزلام ; أو من الميتة التي كانوا يجادلون المسلمين في تحريمها، يزعمون أن الله ذبحها! فكيف يأكل المسلمون مما ذبحوا بأيديهم، ولا يأكلون مما ذبح الله؟! وهو تصور من تصورات الجاهلية التي لا حد لسخفها وتهافتها في جميع الجاهليات! وهذا ما كانت الشياطين - من الإنس والجن - توسوس به لأوليائها ليجادلوا المسلمين فيه من أمر هذه الذبائح مما تشير إليه الآيات:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه - وإنه لفسق - وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم.. وإن أطعتموهم إنكم لمشركون.. ..
وأمام هذا التقرير الأخير نقف، لنتدبر هذا الحسم وهذه الصراحة في شأن الحاكمية والطاعة والاتباع في هذا الدين..
إن النص القرآني لقاطع في أن طاعة المسلم لأحد من البشر في جزئية من جزئيات التشريع التي لا تستمد من شريعة الله، ولا تعتمد على الاعتراف له وحده بالحاكمية.. أن طاعة المسلم في هذه الجزئية تخرجه من الإسلام لله، إلى الشرك بالله.
وفي هذا يقول ابن كثير:
" وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وإن أطعتموهم إنكم لمشركون .. أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه، إلى قول غيره، فقدمتم عليه غيره.. فهذا هو الشرك.. كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ..
الآية. وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في تفسيرها عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665390يا رسول الله ما عبدوهم. فقال: " بلى! إنهم أحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال. فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم " .
كذلك روى
ابن كثير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ...
الآية قوله: (استنصحوا الرجال، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم. ولهذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31وما أمروا إلا ليعبدوا [ ص: 1198 ] إلها واحدا أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام ، وما حلله فهو الحلال، وما شرعه اتبع، وما حكم به نفذ) ..
فهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وذاك قول
ابن كثير.. وكلاهما يقرر في حسم وصرامة ووضوح - مستمدة من حسم النص القرآني وصرامته ووضوحه، ومن حسم التفسير النبوي للقرآن وصرامته ووضوحه كذلك - أن من أطاع بشرا في شريعة من عند نفسه، ولو في جزئية صغيرة، فإنما هو مشرك. وإن كان في الأصل مسلما ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضا.. مهما بقي بعد ذلك يقول: أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه. بينما هو يتلقى من غير الله، ويطيع غير الله.
وحين ننظر إلى وجه الأرض اليوم - في ضوء هذه التقريرات الحاسمة - فإننا نرى
nindex.php?page=treesubj&link=28673_28678الجاهلية والشرك - ولا شيء غير الجاهلية والشرك - إلا من عصم الله، فأنكر على الأرباب الأرضية ما تدعيه من خصائص الألوهية ; ولم يقبل منها شرعا ولا حكما ... إلا في حدود الإكراه..
فأما الحكم الفقهي المستفاد من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق.. فيما يتعلق بحل الذبائح وحرمتها عند التسمية وعدم التسمية فقد لخصها
ابن كثير في التفسير في هذه الفقرات قال:
" استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=16977_16975الذبيحة لا تحل إذا لم يذكر اسم الله عليها، وإن كان الذابح مسلما "..
وقد اختلف الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
فمنهم من قال: لا تحل هذه الذبيحة بهذه الصفة. وسواء متروك التسمية عمدا أو سهوا. وهو مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولاه،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وعامر الشعبي، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين. وهو رواية عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ورواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل، نصرها طائفة من أصحابه المتقدمين والمتأخرين. وهو اختيار
أبي ثور، nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود الظاهري. واختار ذلك
أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي من متأخري الشافعية في كتابه الأربعين، واحتجوا لمذهبهم بهذه الآية، وبقوله في آية الصيد:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه .. ثم قد أكد ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وإنه لفسق والضمير قيل: عائد على الأكل، وقيل: عائد على الذبح لغير الله. وبالأحاديث الواردة في
nindex.php?page=treesubj&link=16975الأمر بالتسمية عند الذبيحة والصيد، كحديثي
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم وأبي ثعلبة: nindex.php?page=hadith&LINKID=663760 " إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل ما أمسك عليك " . وهما في الصحيحين. وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج: nindex.php?page=hadith&LINKID=652308 " nindex.php?page=treesubj&link=16976_16975ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه " . وهو في الصحيحين أيضا ...
والمذهب الثاني في المسألة: أنه لا يشترط التسمية، بل هي مستحبة، فإن تركها عمدا أو نسيانا لا يضر.
وهذا مذهب الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، رحمه الله، وجميع أصحابه. ورواية عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد نقلها عنه
حنبل. وهو رواية عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ونص على ذلك
أشهب بن عبد العزيز من أصحابه. وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح. والله أعلم. وحمل
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الآية الكريمة:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق على
nindex.php?page=treesubj&link=16989ما ذبح لغير الله كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أو فسقا أهل لغير الله به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه .. قال: ينهى عن ذبائح كانت تذبحها
قريش للأوثان، وينهى عن
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذبائح المجوس.. وهذا المسلك الذي طرقه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قوي ...
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا
يحيى بن المغيرة، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه قال: هي الميتة. وقد استدل لهذا المذهب بما رواه
[ ص: 1199 ] nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في المراسيل من حديث
ثور بن يزيد عن
الصلت السدوسي مولى سويد بن ميمون أحد التابعين الذين ذكرهم
أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=76365 " nindex.php?page=treesubj&link=18579ذبيحة المسلم حلال، ذكر اسم الله أو لم يذكر. إنه إن ذكر لم يذكر إلا اسم الله " .. وهذا مرسل يعضد بما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: " إذا ذبح المسلم ولم يذكر اسم الله فليأكل". فإن المسلم فيه اسم من أسماء الله " .
المذهب الثالث: إن
nindex.php?page=treesubj&link=16977_16975ترك البسملة على الذبيحة نسيانا لم يضر، وإن تركها عمدا لم تحل.. هذا هو المشهور من مذهب الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل، وبه يقول
أبو حنيفة وأصحابه.
nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه. وهو محكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاووس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري، وأبي مالك، nindex.php?page=showalam&ids=16330وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ...
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: وقد اختلف أهل العلم في هذه الآية: هل نسخ من حكمها شيء أم لا؟ فقال بعضهم: لم ينسخ منها شيء، وهي محكمة فيما عينت به. وعلى هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وعامة أهل العلم. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ما حدثنا به
ابن حميد حدثنا
يحيى بن واضح، عن
الحسين بن واقد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري، قالا: قال الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق فنسخ، واستثني من ذلك فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: قرأ علي
العباس بن الوليد بن يزيد، حدثنا
محمد بن شعيب، أخبرني
النعمان - يعني ابن المنذر - عن
nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول قال: أنزل الله في القرآن:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه . ثم نسخها الرب ورحم المسلمين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5اليوم أحل لكم الطيبات، وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فنسخها بذلك، وأحل
nindex.php?page=treesubj&link=27931طعام أهل الكتاب. ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: والصواب: أنه لا تعارض بين حل طعام أهل الكتاب وبين
nindex.php?page=treesubj&link=16975تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه.. وهذا الذي قاله صحيح. ومن أطلق من السلف النسخ هنا، فإنما أراد التخصيص، والله سبحانه وتعالى أعلم ... انتهى.
بَعْدَ هَذَا التَّمْهِيدِ التَّقْرِيرِيِّ الطَّوِيلِ تَجِيءُ قَضِيَّةُ الذَّبَائِحِ، مَبْنِيَّةً عَلَى الْقَاعِدَةِ الْأَسَاسِيَّةِ الَّتِي أَقَامَهَا ذَلِكَ التَّمْهِيدُ التَّقْرِيرِيُّ الطَّوِيلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.. إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ.. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ - إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ - وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ، إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمِ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ - وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ - وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ، وَإِنَّ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ..
وَقَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ فِي تَفْصِيلِ هَذِهِ الْأَحْكَامِ مِنَ النَّاحِيَةِ الْفِقْهِيَّةِ، يَهُمُّنَا أَنْ نُبْرِزَ الْمَبَادِئَ الْأَسَاسِيَّةَ الِاعْتِقَادِيَّةَ الَّتِي تُقَرِّرُهَا.
إِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْأَكْلِ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَالذِّكْرُ يُقَرِّرُ الْوِجْهَةَ وَيُحَدِّدُ الِاتِّجَاهَ. وَيُعَلِّقُ إِيمَانَ النَّاسِ بِطَاعَةِ هَذَا الْأَمْرِ الصَّادِرِ إِلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.. إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ..
[ ص: 1197 ] ثُمَّ يَسْأَلُهُمْ: وَمَا لَهُمْ فِي الِامْتِنَاعِ مِنَ الْأَكْلِ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ حَلَالًا؟ وَقَدْ بَيَّنَ لَهُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=23988_32210الْحَرَامَ الَّذِي لَا يَأْكُلُونَهُ إِلَّا اضْطِّرَارًا؟ فَانْتَهَى بِهَذَا الْبَيَانِ كُلُّ قَوْلٍ فِي حِلِّهِ وَحُرْمَتِهِ ; وَفِي الْأَكْلِ مِنْهُ أَوْ تَرْكِهِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ؟ ..
وَلمَّا كَانَتْ هَذِهِ النُّصُوصُ تُوَاجِهُ قَضِيَّةً حَاضِرَةً إِذْ ذَاكَ فِي الْبِيئَةِ، حَيْثُ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَمْتَنِعُونَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذَبَائِحَ أَحَلَّهَا اللَّهُ ; وَيُحِلُّونَ
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذَبَائِحَ حَرَّمَهَا اللَّهُ - وَيَزْعُمُونَ أَنَّ هَذَا هُوَ شَرْعُ اللَّهِ! - فَإِنَّ السِّيَاقَ يَفْصِلُ فِي أَمْرِ هَؤُلَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=29706الْمُشْتَرِعِينَ الْمُفْتَرِينَ عَلَى اللَّهِ، فَيُقَرِّرُ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَشْرَعُونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا اتِّبَاعٍ، وَيُضِلُّونَ النَّاسَ بِمَا يَشْرَعُونَهُ لَهُمْ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ، وَيَعْتَدُونَ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28666_28662أُلُوهِيَّةِ اللَّهِ وَحَاكِمِيَّتِهِ بِمُزَاوَلَتِهِمْ لِخَصَائِصِ الْأُلُوهِيَّةِ وَهُمْ عَبِيدٌ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ.. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ..
وَيَأْمُرُهُمْ بِأَنْ يَتْرُكُوا الْإِثْمَ كُلَّهُ - ظَاهِرَهُ وَخَافِيَهُ - وَمِنْهُ هَذَا الَّذِي يُزَاوِلُونَهُ مِنْ إِضْلَالِ النَّاسِ بِالْهَوَى وَبِغَيْرِ عِلْمٍ ; وَحَمْلِهِمْ عَلَى شَرَائِعَ لَيْسَتْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَافْتِرَاءِ أَنَّهَا شَرِيعَةُ اللَّهِ! وَيُحَذِّرُهُمْ مَغَبَّةَ هَذَا الْإِثْمِ الَّذِي يَقْتَرِفُونَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمِ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ..
ثُمَّ يَنْهَى عَنِ الْأَكْلِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنَ الذَّبَائِحِ الَّتِي كَانُوا يَذْكُرُونَ عَلَيْهَا أَسْمَاءَ آلِهَتِهِمْ ; أَوْ يَنْحَرُونَهَا لِلْمَيْسِرِ وَيَسْتَقْسِمُونَهَا بِالْأَزْلَامِ ; أَوْ مِنَ الْمِيتَةِ الَّتِي كَانُوا يُجَادِلُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي تَحْرِيمِهَا، يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ ذَبَحَهَا! فَكَيْفَ يَأْكُلُ الْمُسْلِمُونَ مِمَّا ذَبَحُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَلَا يَأْكُلُونَ مِمَّا ذَبَحَ اللَّهُ؟! وَهُوَ تَصَوُّرٌ مِنْ تَصَوُّرَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي لَا حَدَّ لِسُخْفِهَا وَتَهَافُتِهَا فِي جَمِيعِ الْجَاهِلِيَّاتِ! وَهَذَا مَا كَانَتِ الشَّيَاطِينُ - مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ - تُوَسْوِسُ بِهِ لِأَوْلِيَائِهَا لِيُجَادِلُوا الْمُسْلِمِينَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الذَّبَائِحِ مِمَّا تُشِيرُ إِلَيْهِ الْآيَاتُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ - وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ - وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ.. وَإِنَّ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ.. ..
وَأَمَامَ هَذَا التَّقْرِيرِ الْأَخِيرِ نَقِفُ، لِنَتَدَبَّرَ هَذَا الْحَسْمَ وَهَذِهِ الصَّرَاحَةَ فِي شَأْنِ الْحَاكِمِيَّةِ وَالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاعِ فِي هَذَا الدِّينِ..
إِنَّ النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ لَقَاطِعٌ فِي أَنَّ طَاعَةَ الْمُسْلِمِ لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ فِي جُزْئِيَّةٍ مِنْ جُزْئِيَّاتِ التَّشْرِيعِ الَّتِي لَا تُسْتَمَدُّ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ، وَلَا تَعْتَمِدُ عَلَى الِاعْتِرَافِ لَهُ وَحْدَهُ بِالْحَاكِمِيَّةِ.. أَنَّ طَاعَةَ الْمُسْلِمِ فِي هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ تُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ لِلَّهِ، إِلَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ.
وَفِي هَذَا يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ:
" وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ .. أَيْ حَيْثُ عَدَلْتُمْ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ لَكُمْ وَشَرْعِهِ، إِلَى قَوْلِ غَيْرِهِ، فَقَدَّمْتُمْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ.. فَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ.. كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ..
الْآيَةُ. وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ فِي تَفْسِيرِهَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665390يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَبَدُوهُمْ. فَقَالَ: " بَلَى! إِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ. فَاتَّبَعُوهُمْ، فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ " .
كَذَلِكَ رَوَى
ابْنُ كَثِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ...
الْآيَةُ قَوْلُهُ: (اسْتَنْصَحُوا الرِّجَالَ، وَنَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا [ ص: 1198 ] إِلَهًا وَاحِدًا أَيِ الَّذِي إِذَا حَرَّمَ الشَّيْءَ فَهُوَ الْحَرَامُ ، وَمَا حَلَّلَهُ فَهُوَ الْحَلَالُ، وَمَا شَرَعَهُ اتُّبِعَ، وَمَا حَكَمَ بِهِ نَفَذَ) ..
فَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ وَذَاكَ قَوْلُ
ابْنِ كَثِيرٍ.. وَكَّلَاهُمَا يُقَرِّرُ فِي حَسْمٍ وَصَرَامَةٍ وَوُضُوحٍ - مُسْتَمَدَّةٍ مَنْ حَسْمِ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَصَرَامَتِهِ وَوُضُوحِهِ، وَمِنْ حَسْمِ التَّفْسِيرِ النَّبَوِيِّ لِلْقُرْآنِ وَصَرَامَتِهِ وَوُضُوحِهِ كَذَلِكَ - أَنَّ مَنْ أَطَاعَ بَشَرًا فِي شَرِيعَةٍ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ، وَلَوْ فِي جُزْئِيَّةٍ صَغِيرَةٍ، فَإِنَّمَا هُوَ مُشْرِكٌ. وَإِنْ كَانَ فِي الْأَصْلِ مُسْلِمًا ثُمَّ فَعَلَهَا فَإِنَّمَا خَرَجَ بِهَا مِنَ الإِسْلَامِ إِلَى الشِّرْكِ أَيْضًا.. مَهْمَا بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِلِسَانِهِ. بَيْنَمَا هُوَ يَتَلَقَّى مِنْ غَيْرِ اللَّهِ، وَيُطِيعُ غَيْرَ اللَّهِ.
وَحِينَ نَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ - فِي ضَوْءِ هَذِهِ التَّقْرِيرَاتِ الْحَاسِمَةِ - فَإِنَّنَا نَرَى
nindex.php?page=treesubj&link=28673_28678الْجَاهِلِيَّةَ وَالشَّرَكَ - وَلَا شَيْءَ غَيْرَ الْجَاهِلِيَّةِ وَالشِّرْكِ - إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ، فَأَنْكَرَ عَلَى الْأَرْبَابِ الْأَرْضِيَّةِ مَا تَدَّعِيهِ مِنْ خَصَائِصِ الْأُلُوهِيَّةِ ; وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهَا شَرْعًا وَلَا حُكْمًا ... إِلَّا فِي حُدُودِ الْإِكْرَاهِ..
فَأَمَّا الْحُكْمُ الْفِقْهِيُّ الْمُسْتَفَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ.. فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحِلِّ الذَّبَائِحِ وَحُرْمَتِهَا عِنْدَ التَّسْمِيَةِ وَعَدَمِ التَّسْمِيَةِ فَقَدْ لَخَّصَهَا
ابْنُ كَثِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ فِي هَذِهِ الْفِقْرَاتِ قَالَ:
" اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=16977_16975الذَّبِيحَةَ لَا تَحِلُّ إِذَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ الذَّابِحُ مُسْلِمًا "..
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْأَئِمَّةُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ:
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا تَحِلُّ هَذِهِ الذَّبِيحَةُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ. وَسَوَاءٌ مَتْرُوكُ التَّسْمِيَةِ عَمْدًا أَوْ سَهْوًا. وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ، nindex.php?page=showalam&ids=17191وَنَافِعٍ مَوْلَاهُ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، وَرِوَايَةٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَصَرَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ. وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي ثَوْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15858وداودَ الظَّاهِرِيِّ. وَاخْتَارَ ذَلِكَ
أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ مِنْ مُتَأَخَّرِي الشَّافِعِيَّةِ فِي كِتَابِهِ الْأَرْبَعِينَ، وَاحْتَجُّوا لِمَذْهَبِهِمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ، وَبُقُولِهِ فِي آيَةِ الصَّيْدِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ .. ثُمَّ قَدْ أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَالضَّمِيرُ قِيلَ: عَائِدٌ عَلَى الْأَكْلِ، وَقِيلَ: عَائِدٌ عَلَى الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَبِالْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=16975الْأَمْرِ بِالتَّسْمِيَةِ عِنْدَ الذَّبِيحَةِ وَالصَّيْدِ، كَحَدِيثَيْ
nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَبِي ثَعْلَبَةَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=663760 " إِذَا أَرْسَلَتْ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرَتْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ " . وَهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَحَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=46رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ: nindex.php?page=hadith&LINKID=652308 " nindex.php?page=treesubj&link=16976_16975مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ " . وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أيضًا ...
وَالْمَذْهَبُ الثَّانِي فِي الْمَسْأَلَةِ: أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ التَّسْمِيَةُ، بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّةٌ، فَإِنْ تَرَكَهَا عَمْدًا أَوْ نِسْيَانًا لَا يَضُرُّ.
وَهَذَا مَذْهَبُ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَمِيعِ أَصْحَابِهِ. وَرِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ نَقَلَهَا عَنْهُ
حَنْبَلٌ. وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، وَنَصَّ عَلَى ذَلِكَ
أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَحَمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=16989مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جَرِيْجٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ .. قَالَ: يَنْهَى عَنْ ذَبَائِحَ كَانَتْ تَذْبَحُهَا
قُرَيْشُ لِلْأَوْثَانِ، وَيَنْهَىَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18579ذَبَائِحِ الْمَجُوسِ.. وَهَذَا الْمَسْلَكُ الَّذِي طَرَقَهُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ قَوِيٌّ ...
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=97جَرِيرٌ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: هِيَ الْمَيْتَةُ. وَقَدْ اسْتَدَلَّ لِهَذَا الْمَذْهَبِ بِمَا رَوَاهُ
[ ص: 1199 ] nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ حَدِيثِ
ثَوْرٍ بْنِ يَزِيدَ عَنِ
الصَّلْتِ السَّدُوسِيِّ مَوْلَى سُوَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ أَحَدِ التَّابِعَيْنِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ
أَبُو حَاتِمٍ بْنُ حَبَانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=76365 " nindex.php?page=treesubj&link=18579ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ، ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ أَوْ لَمْ يَذْكُرْ. إِنَّهُ إِنْ ذَكَرَ لَمْ يَذْكُرْ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ " .. وَهَذَا مُرْسَلٌ يُعَضَّدُ بِمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَأْكُلْ". فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ " .
الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ: إِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=16977_16975تَرَكَ الْبَسْمَلَةَ عَلَى الذَّبِيحَةِ نِسْيَانًا لَمْ يَضُرْ، وَإِنْ تَرَكَهَا عَمْدًا لَمْ تَحِلَّ.. هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَبِهِ يَقُولُ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=12418وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ. وَهُوَ مَحْكِيٌّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلَيٍّ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيِّبِ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُوسَ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16330وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ...
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ: وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: هَلْ نُسِخَ مِنْ حُكْمِهَا شَيْءٌ أَمْ لَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يُنْسَخْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهِيَ مُحْكَمَةٌ فِيمَا عَيِّنَتْ بِهِ. وَعَلَى هَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَعَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ
ابْنُ حَمِيدٍ حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقَدٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَا: قَالَ اللَّهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ فَنُسِخَ، وَاسْتُثْنِيَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَرَأَ عَلِيَّ
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي
النُّعْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17134مَكْحُولٍ قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ . ثُمَّ نَسَخَهَا الرَّبُّ وَرَحِمَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ، وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمُ فَنَسَخَهَا بِذَلِكَ، وَأَحَلَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27931طَعَامَ أَهْلِ الْكِتَابِ. ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ: وَالصَّوَابُ: أَنَّهُ لَا تَعَارُضَ بَيْنَ حِلِّ طَعَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَبَيْنَ
nindex.php?page=treesubj&link=16975تَحْرِيمِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ. وَمَنْ أَطْلَقَ مِنَ السَّلَفِ النَّسَخَ هُنَا، فَإِنَّمَا أَرَادَ التَّخْصِيصَ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ ... انْتَهَى.