قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها يدل على قول أصحابنا في
nindex.php?page=treesubj&link=11764_27330قول الرجل لامرأته أنت طالق قبل قدوم فلان ، أنها
[ ص: 171 ] تطلق في الحال قدم فلان أو لم يقدم . وحكي عن بعضهم أنها لا تطلق حتى يقدم ؛ لأنه لا يقال إنه قبل قدوم فلان وما قدم . والصحيح ما قال أصحابنا ، وهذه الآية تدل عليه ؛ لأنه قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فكان الأمر بالإيمان صحيحا قبل طمس الوجوه ولم يوجد الطمس أصلا ، وكان ذلك إيمانا قبل طمس الوجوه وما وجد ؛ وهو نظير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فكان الأمر بالعتق للرقبة أمرا صحيحا وإن لم يوجد المسيس .
فإن قيل : إن هذا وعيد من الله
لليهود ولم يسلموا ولم يقع ما توعدوا به . قيل له : إن قوما من هؤلاء
اليهود أسلموا ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وزيد بن سعنة وأسد بن سعية وأسد بن عبيد ومخيريق في آخرين منهم ، وإنما كان الوعيد العاجل معلقا بترك جميعهم الإسلام ؛ ومحتمل أن يريد به الوعيد في الآخرة ؛ إذ لم يذكر في الآية تعجيل العقوبة في الدنيا إن لم يسلموا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا يَدُلُّ عَلَى قَوْلِ أَصْحَابِنَا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=11764_27330قَوْلِ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ قَبْلَ قُدُومِ فُلَانٍ ، أَنَّهَا
[ ص: 171 ] تُطَلَّقُ فِي الْحَالِ قَدِمَ فُلَانٌ أَوْ لَمْ يَقْدُمْ . وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهَا لَا تُطَلَّقُ حَتَّى يَقْدُمَ ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ إِنَّهُ قَبْلَ قُدُومِ فُلَانٍ وَمَا قَدِمَ . وَالصَّحِيحُ مَا قَالَ أَصْحَابُنَا ، وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَكَانَ الْأَمْرُ بِالْإِيمَانِ صَحِيحًا قَبْلَ طَمْسِ الْوُجُوهِ وَلَمْ يُوجَدِ الطَّمْسُ أَصْلًا ، وَكَانَ ذَلِكَ إِيمَانًا قَبْلَ طَمْسِ الْوُجُوهِ وَمَا وُجِدَ ؛ وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَكَانَ الْأَمْرُ بِالْعِتْقِ لِلرَّقَبَةِ أَمْرًا صَحِيحًا وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ الْمَسِيسُ .
فَإِنْ قِيلَ : إِنَّ هَذَا وَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ
لِلْيَهُودِ وَلَمْ يُسْلِمُوا وَلَمْ يَقَعْ مَا تُوُعِّدُوا بِهِ . قِيلَ لَهُ : إِنَّ قَوْمًا مِنْ هَؤُلَاءِ
الْيَهُودِ أَسْلَمُوا ، مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ وَزَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ وَأَسَدُ بْنُ سَعْيَةَ وَأَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمُخَيْرِيقٌ فِي آخَرِينَ مِنْهُمْ ، وَإِنَّمَا كَانَ الْوَعِيدُ الْعَاجِلُ مُعَلَّقًا بِتَرْكِ جَمِيعِهِمُ الْإِسْلَامَ ؛ وَمُحْتَمَلٌ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْوَعِيدَ فِي الْآخِرَةِ ؛ إِذْ لَمْ يُذْكَرْ فِي الْآيَةِ تَعْجِيلُ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا إِنْ لَمْ يُسْلِمُوا .