قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة : " أن المراد بالناس ههنا هو النبي صلى الله عليه وسلم خاصة " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : " العرب " . وقال آخرون : " النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه " ؛ وهذا أولى ؛ لأن أول الخطاب في ذكر
اليهود ، وقد كانوا قبل ذلك يقرءون في كتبهم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته وحال نبوته ، وكانوا يوعدون
العرب بالقتل عند مبعثه ؛ لأنهم زعموا أنهم لا يتبعونه ، وكانوا يظنون أنه يكون من
بني إسرائيل ، فلما بعثه الله تعالى من ولد
إسماعيل حسدوا
العرب وأظهروا الكفر به وجحدوا ما عرفوه .
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=89وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم فكانت
nindex.php?page=treesubj&link=18716_18739عداوة اليهود للعرب ظاهرة بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم حسدا منهم لهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا منهم ؛ فالأظهر من معنى الآية حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم
وللعرب .
[ ص: 172 ] والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها ؛ ولذلك قيل : إن كل أحد تقدر أن ترضيه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها ؛ والغبطة غير مذمومة ؛ لأنها تمني مثل النعمة من غير زوالها عن صاحبها بل مع سرور منه ببقائها عليه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ : " أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّاسِ هَهُنَا هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً " . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : " الْعَرَبُ " . وَقَالَ آخَرُونَ : " النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ " ؛ وَهَذَا أَوْلَى ؛ لِأَنَّ أَوَّلَ الْخِطَابِ فِي ذِكْرِ
الْيَهُودِ ، وَقَدْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَقْرَءُونَ فِي كُتُبِهِمْ مَبْعَثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَتَهُ وَحَالَ نُبُوَّتِهِ ، وَكَانُوا يُوعِدُونَ
الْعَرَبَ بِالْقَتْلِ عِنْدَ مَبْعَثِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ لَا يَتَّبِعُونَهُ ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَكُونُ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَلَدِ
إِسْمَاعِيلَ حَسَدُوا
الْعَرَبَ وَأَظْهَرُوا الْكُفْرَ بِهِ وَجَحَدُوا مَا عَرَفُوهُ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=89وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ فَكَانَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=18716_18739عَدَاوَةُ الْيَهُودِ لِلْعَرَبِ ظَاهِرَةً بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَدًا مِنْهُمْ لَهُمْ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثًا مِنْهُمْ ؛ فَالْأَظْهَرُ مِنْ مَعْنَى الْآيَةِ حَسَدُهُمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلِلْعَرَبِ .
[ ص: 172 ] وَالْحَسَدُ هُوَ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ : إِنَّ كُلَّ أَحَدٍ تَقْدِرُ أَنْ تُرْضِيَهُ إِلَّا حَاسِدَ نِعْمَةٍ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُهَا ؛ وَالْغِبْطَةُ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ ؛ لِأَنَّهَا تَمَنِّي مِثْلِ النِّعْمَةِ مِنْ غَيْرِ زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا بَلْ مَعَ سُرُورٍ مِنْهُ بِبَقَائِهَا عَلَيْهِ .