ولما أخبر أنهم فاجؤوا النكث وكرروه، سبب عنه قوله: فانتقمنا منهم أي: انتقاما ليس كذلك الذي كنا نؤذيهم به، بل انتقام إهلاك عبرة لوصولهم بعد كشف جميع الشبه إلى محض العناد; ثم فسره بقوله: فأغرقناهم بما لنا من العظمة في اليم أي: في البحر الذي يقصد لمنافعه بأنهم أي: بسبب أنهم كذبوا بآياتنا أي: على ما لها من العظمة بما عرف من صحة نسبتها إلينا، ودل سبحانه على أنهم كذبوا بغير شبهة عرضت لهم بل عنادا بقوله: وكانوا أي: جبلة وطبعا عنها غافلين أي: يكون حالهم بعدها كحالهم قبلها، فكأنها لم تأتهم أصلا فاستحقوا الأخذ لوقوع العلم بأن الآيات لا تفيدهم.