ولما كان [هذا] استدلالا على أن مثل هذه الأصنام التي مروا عليها لا تصلح لأن تعبد، كان ذلك غير كاف لهم [لما] تقرر من جهلهم، فربما ظنوا أن غيرها مما سوى الله تجوز عبادته، فكأنه قيل: هذا لا يكفي جوابا لمثل هؤلاء فهل قال لهم غير ذلك؟ فقيل: نعم! قال منكرا معجبا [ ص: 72 ] أغير الله أي: الذي له جميع العظمة، فهو المستحق للعبادة أبغيكم أي: أطلب لكم إلها فأنكر أن يتأله غيره، وحصر الأمر فيه ثم بينه بقوله: وهو أي: والحال أنه هو وحده فضلكم دون غيركم ممن هو في زمانكم أو قبله على العالمين أي: لو لم يكن لوجوب اختصاصهم له بالعبادة سبب سوى اختصاصه لهم بالتفصيل على سائر عباده الذين بلغهم علمهم ممن هو أقوى منهم حالا وأكثر عددا وأموالا لكان كافيا.