ولما كثر عد مثالب إسرائيل، وختم بتخصيص المتبع لهذا النبي الكريم بالهداية والرحمة المسببة عنها، وكان فيهم المستقيم على ما شرعه له ربه، المتمسك بما لزمه أهل طاعته وحزبه، سواء كان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم أو غيرها، مع الإذعان لذلك كله; نبه عليه عائدا إلى تتميم أخبارهم، ثم ما وقع في أيام موسى عليه السلام وبعدها من شرارهم، تعزية لهذا النبي الكريم وتسلية، وتطييبا لنفسه الزكية وتأسية، وهو مع ما بعده من أدلة سأصرف عن آياتي فقال تعالى عاطفا على: واتخذ قوم موسى من بعده ومن قوم موسى أمة أي: قوم يستحقون أن يؤموا؛ لأنهم لا يتكبرون في الأرض بغير الحق، بل [ ص: 132 ] يهدون أي: يوقعون الهداية وهي البيان بالحق وبه أي: خاصة يعدلون أي: يجعلون القضايا المختلفة المتنازع فيها معادلة ليقع الرضى بها، لا يقع منهم جور في شيء منها، ومنهم الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام ومخيريق رضي الله عنهما.