ولما كان الجثوم قد لا يكون بالموت، أوضح المراد بقوله: كأن لم يغنوا فيها أي: لم يقيموا في ديارهم أغنياء متصرفين مترددين مع الغواني لاهين بالغناء; ولما كان مضمون ذلك الإبعاد أكده بقوله: ألا بعدا لمدين بعدا مع أنه بمعنى ضد القرب معه هلاك، فهو من بعد بالكسر، وأيد ما فهمته من أن أمرهم كان أخف من أمر ثمود بقوله: كما بعدت ثمود