ولما كانت الأدلة في الأرض غير محصورة فيها؛ قال: وعلامات ؛ [ ص: 128 ] أي: من الجبال وغيرها؛ جمع "علامة"؛ وهي صورة يعلم بها المعنى؛ من خط؛ أو لفظ؛ أو إشارة؛ أو هيئة؛ وقد تكون علامة وضعية؛ وقد تكون برهانية.
ولما كانت الدلالة بالنجم أنفع الدلالات وأعمها؛ وأوضحها برا؛ وبحرا؛ ليلا ونهارا؛ نبه على عظمها بالالتفات إلى مقام الغيبة؛ لإفهام العموم؛ لئلا يظن أن المخاطب مخصوص؛ وأن الأمر لا يتعداه؛ فقال (تعالى): وبالنجم هم ؛ أي: أهل الأرض كلهم؛ وأولى الناس بذلك أول المخاطبين؛ وهم قريش؛ ثم العرب كلها؛ لفرط معرفتهم بالنجوم؛ يهتدون ؛ وقدم الجار تنبيها على أن دلالة غيره بالنسبة إليه سافلة.