ولما أقام سبحانه وتعالى الأدلة على عظمته التي منها الوحدانية وأزال الشبه ومحا الشكوك وذكر بأنواع اللطف والبر إلى أن ختم الآيتين بما ذكر من ولايته وعداوة المضل عن طريقه سبب عن ذلك قوله nindex.php?page=treesubj&link=28723_34274_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فإن زللتم مشيرا بأداة الشك إلى أنهم صاروا إلى حالة من وضوح الطريق الواسع الأمكن الأمين المستقيم الأسلم يبعد معها كل البعد أن يزلوا عنه ولذلك قال: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209من بعد ما جاءتكم [ ص: 182 ] البينات أي بهذا الكتاب الذي لا ريب فيه.

قال nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : بينات التجربة شهودا ونبأ عما مضى وتحققا بما وقع، وقال: إن التعبير بأن يشعر بأنهم يستزلون، والتعبير بالماضي إشعار بالرجوع عنه رحمة من الله لهم كرحمته قبل لأبويهم حين أزلهما الشيطان فكما أزل أبويهم في الجنة عن محرم الشجرة أزلهم في الدنيا عن شجرة المحرمات من الدماء والأموال والأعراض - انتهى.

ولما كان الخوف حاملا على لزوم طريق السلامة قال: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فاعلموا فإن العلم أعون شيء على المقاصد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209أن الله الحاوي لصفات الكمال nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209عزيز لا يعجزه من زل ولا يفوته من ضل nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209حكيم يبرم ما لا يقدر أحد على نقض شيء منه.

وَلَمَّا أَقَامَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْأَدِلَّةَ عَلَى عَظَمَتِهِ الَّتِي مِنْهَا الْوَحْدَانِيَّةُ وَأَزَالَ الشُّبَهَ وَمَحَا الشُّكُوكُ وَذَكَّرَ بِأَنْوَاعِ اللُّطْفِ وَالْبِرِّ إِلَى أَنَّ خَتَمَ الْآيَتَيْنِ بِمَا ذَكَرَ مِنْ وِلَايَتِهِ وَعَدَاوَةِ الْمُضِلِّ عَنْ طَرِيقِهِ سَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ nindex.php?page=treesubj&link=28723_34274_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فَإِنْ زَلَلْتُمْ مُشِيرًا بِأَدَاةِ الشَّكِّ إِلَى أَنَّهُمْ صَارُوا إِلَى حَالَةٍ مِنْ وُضُوحِ الطَّرِيقِ الْوَاسِعِ الْأَمْكَنِ الْأَمِينِ الْمُسْتَقِيمِ الْأَسْلَمِ يَبْعُدُ مَعَهَا كُلَّ الْبُعْدِ أَنْ يَزِلُّوا عَنْهُ وَلِذَلِكَ قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ [ ص: 182 ] الْبَيِّنَاتُ أَيْ بِهَذَا الْكِتَابِ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ.

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : بَيِّنَاتُ التَّجْرِبَةِ شُهُودًا وَنَبَأً عَمَّا مَضَى وَتَحَقُّقًا بِمَا وَقَعَ، وَقَالَ: إِنَّ التَّعْبِيرَ بِأَنْ يُشْعِرَ بِأَنَّهُمْ يَسْتَزِلُّونَ، وَالتَّعْبِيرَ بِالْمَاضِي إِشْعَارٌ بِالرُّجُوعِ عَنْهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لَهُمْ كَرَحْمَتِهِ قَبْلُ لِأَبَوَيْهِمْ حِينَ أَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ فَكَمَا أَزَلَّ أَبَوَيْهِمْ فِي الْجَنَّةِ عَنْ مُحَرَّمِ الشَّجَرَةِ أَزَلَّهُمْ فِي الدُّنْيَا عَنْ شَجَرَةِ الْمُحَرَّمَاتِ مِنَ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ - انْتَهَى.

وَلَمَّا كَانَ الْخَوْفُ حَامِلًا عَلَى لُزُومِ طَرِيقِ السَّلَامَةِ قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فَاعْلَمُوا فَإِنَّ الْعِلْمَ أَعْوَنُ شَيْءٍ عَلَى الْمَقَاصِدِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209أَنَّ اللَّهَ الْحَاوِيَ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209عَزِيزٌ لَا يُعْجِزُهُ مَنْ زَلَّ وَلَا يَفُوتُهُ مَنْ ضَلَّ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209حَكِيمٌ يُبْرِمُ مَا لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى نَقْضِ شَيْءٍ مِنْهُ.