فانطلقا بعد نزولهما من السفينة وسلامتها من الغرق والغصب حتى إذا لقيا غلاما لم يبلغ الحلم وهو في غاية القوة فقتله حين لقيه - كما دلت عليه الفاء العاطفة على الشرط. ثم أجاب الشرط بقوله مشعرا بأن شروعه في الإنكار في هذه أسرع: قال أي موسى عليه السلام: أقتلت يا خضر نفسا زكية [ ص: 113 ] بكونها على الفطرة الأولى من غير أن تدنس بخطيئة توجب القتل بغير نفس قتلتها ليكون قتلك لها قودا; وهذا يدل على أنه كان بالغا حتى إذا قتل قتيلا أمكن قتله به إلا أن يكون شرعهم لا يشترط البلوغ; ثم استأنف قوله: لقد جئت في قتلك إياها شيئا وصرح [بالإنكار -] في قوله: نكرا لأنه مباشرة. والخرق تسبب لا يلزم منه الغرق.