ولما كان من المقطوع به من كون الشك إنما هو في القرب أو البعد أن يكون التقدير: لكنه محقق الوجود، لأن الله واحد لا شريك له، وقريب عند الله، لأن كل ما حقق إيجاده قريب، علله بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=34091_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110إنه أي الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110يعلم الجهر ولما كان الجهر قد يكون في الأفعال، بينه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110من القول مما تجاهرونه [به -] من العظائم وغير ذلك، [ونبه الله تعالى على ذلك لأن من أحوال الجهر أن ترتفع الأصوات جدا بحيث تختلط ولا يميز بينها ولا يعرف كثير من حاضريها ما قاله أكثر القائلين، فأعلم سبحانه أنه لا يشغله صوت
[ ص: 513 ] عن آخر ولا يفوته شيء عن ذلك ولو كثر -]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110ويعلم ما تكتمون مما تضمرونه من المخازي كما قال تعالى أولها
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ومن لازم ذلك المجازاة عليه بما يحق لكم من تعجيل وتأجيل، فستعلمون كيف يخيب ظنونكم ويحقق ما أقول، فتقطعون بأني صادق عليه ولست بساحر، ولا حالم ولا كاذب [ولا شاعر-]، فهو من أبلغ التهديد فإنه لا أعظم من التهديد بالعلم.
وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْمَقْطُوعِ بِهِ مِنْ كَوْنِ الشَّكِّ إِنَّمَا هُوَ فِي الْقُرْبِ أَوِ الْبُعْدِ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: لَكِنَّهُ مُحَقَّقُ الْوُجُودِ، لِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَقَرِيبٌ عِنْدَ اللَّهِ، لِأَنَّ كُلَّ مَا حَقَّقَ إِيجَادَهُ قَرِيبٌ، عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=34091_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110إِنَّهُ أَيِ اللَّهَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَلَمَّا كَانَ الْجَهْرُ قَدْ يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ، بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110مِنَ الْقَوْلِ مِمَّا تُجَاهِرُونَهُ [بِهِ -] مِنَ الْعَظَائِمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، [وَنَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ مِنْ أَحْوَالِ الْجَهْرِ أَنْ تَرْتَفِعَ الْأَصْوَاتُ جِدًّا بِحَيْثُ تَخْتَلِطُ وَلَا يُمَيَّزُ بَيْنَهَا وَلَا يَعْرِفُ كَثِيرٌ مِنْ حَاضِرِيهَا مَا قَالَهُ أَكْثَرُ الْقَائِلِينَ، فَأَعْلَمَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا يَشْغَلُهُ صَوْتٌ
[ ص: 513 ] عَنْ آخَرٍ وَلَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَوْ كَثُرَ -]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ مِمَّا تُضْمِرُونَهُ مِنَ الْمَخَازِي كَمَا قَالَ تَعَالَى أَوَّلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمِنْ لَازِمِ ذَلِكَ الْمُجَازَاةُ عَلَيْهِ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ مِنْ تَعْجِيلٍ وَتَأْجِيلٍ، فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ يُخَيِّبُ ظُنُونَكُمْ وَيُحَقِّقُ مَا أَقُولُ، فَتَقْطَعُونَ بِأَنِّي صَادِقٌ عَلَيْهِ وَلَسْتُ بِسَاحِرٍ، وَلَا حَالِمٍ وَلَا كَاذِبٍ [وَلَا شَاعِرٍ-]، فَهُوَ مِنْ أَبْلَغِ التَّهْدِيدِ فَإِنَّهُ لَا أَعْظَمَ مِنَ التَّهْدِيدِ بِالْعِلْمِ.