ولما أتم سبحانه ما أراد من قصة موسى عليه السلام ، أتبعه دلالة على رحيميته قصة إبراهيم عليه السلام لما تقدم أنه شاركه فيه مما يسلي عما وقع ذكره عنهم من التعنتات في الفرقان ، ولما اختص به من مقارعة أبيه وقومه في الأوثان ، وهو أعظم آباء العرب ، ليكون ذلك حاملا لهم [ ص: 47 ] على تقليده في التوحيد إن كانوا لا ينفكون عن التقليد ، وزاجرا عن استعظام تسفيه آبائهم في عبادتها ، وتعبيره سبحانه للسياق قبل وبعد ، وتعبيره بقوله : واتل أي : اقرأ قراءة متتابعة مرجح للتقدير الأول في "وإذ" من جعله "اذكر" وتغييره في التعبير بها لسياق ما تقدم وما تأخر لتنبيه العرب على اتباعه لما لهم به من الخصوصية عليهم أي : على هؤلاء المغترين بالأوثان ، المنكرين لرسالة البشر نبأ إبراهيم أي : خبره العظيم في مثل ذلك .