على قلبك أي : يا محمد الذي هو أشرف القلوب وأعلاها ، وأضبطها وأوعاها ، فلا زيغ فيه ولا عوج ، [ ص: 97 ] حتى صار خلقا له ، وفي إسقاط الواسطة إشارة إلى أنه -لشدة إلقائه السمع وإحضاره الحس- يصير في تمكنه منه بحيث يحفظه فلا ينسى ، ويفهمه حق فهمه فلا يخفى ، فدخوله إلى القلب في غاية السهولة حتى كأنه وصل إليه بغير واسطة السمع عكس ما يأتي عن المجرمين ، وهكذا كل من وعى شيئا غاية الوعي حفظه كل الحفظ ، انظر إلى قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما لا تحرك به لسانك لتعجل به الآية.
ولما كان السياق في هذه السورة للتحذير ، قال معللا للجملة التي قبله : لتكون من المنذرين أي : المخوفين المحذرين لمن أعرض عن الإيمان ، وفعل ما نهى عنه من العصيان.