ولما انقضى هذا التحذير من أهل الكتاب؛ والتعجيب؛ والترغيب؛ أمر بما يثمر ذلك من رضاه؛ فقال: يا أيها الذين آمنوا ؛ أي: ادعوا ذلك بألسنتهم؛ اتقوا الله ؛ أي: صدقوا دعواكم بتقوى ذي الجلال والإكرام؛ حق تقاته ؛ فأديموا الانقياد له؛ بدوام مراقبته؛ ولا تقطعوا أمرا دونه؛ ولا تموتن ؛ على حالة من الحالات؛ إلا وأنتم مسلمون ؛ أي: منقادون أتم الانقياد؛ ونقل عن العارف أبي الحسن الشاذلي أن هذه الآية في أصل الدين؛ وهو التوحيد؛ وقوله - سبحانه وتعالى -: فاتقوا الله ما استطعتم ؛ في فروعه.