[ ص: 23 ] ولما حازت هذه الآيات من التهذيب؛ وإحكام الترتيب؛ وحسن السياق؛ قصب السباق؛ أشار إليها - مع قربها - بأداة البعد؛ وأضافها إلى أعظم أسمائه؛ فقال: تلك آيات الله ؛ أي: هذه دلائل الملك الأعظم؛ العالية الرتب؛ البعيدة المتناول؛ ثم استأنف الخبر عنها؛ في مظهر العظمة؛ قائلا: نتلوها ؛ أي: نلازم قصها؛ وزاد في تعظيمها بعد المبتدإ بالمنتهى؛ فقال: عليك ؛ ثم أكد ذلك بقوله: بالحق ؛ أي: ثابتة المعاني؛ راسخة المقاصد؛ صادقة الأقوال في كل ما أخبرت به؛ من فوزكم؛ وهلاكهم؛ من غير أن نظلم أحدا منهم؛ وما الله ؛ أي: الحائز لجميع الكمال؛ يريد ظلما ؛ قل؛ أو جل؛ للعالمين ؛ أي: ما ظلمهم؛ ولا يريد ظلم أحد منهم؛ لأنه - سبحانه وتعالى - متعال عن ذلك؛ لا يتصور منه؛ وهو غني عنه؛ لأن له كل شيء.