ولما ذكر ما للقسم الثاني من الإخلاء وهم المتقون ترغيبا [ ص: 481 ] لهم في التقوى، أتبعه ما لأضدادهم أهل القسم الأول تحذيرا من مثل أعمالهم، فقال استئنافا مؤكدا في مقابلة إنكارهم: إن المجرمين أي الراسخين في قطع ما أمر الله به أن يوصل في عذاب جهنم أي النار التي من شأنها لقاء داخلها بالتجهم والكراهة والعبوسة كما كان يعمل عند قطعه لأولياء الله تعالى خالدون لأن إجرامهم كان طبعا لهم لا ينفكون عنه أصلا ما بقوا.