ثم تعقيبها بقولهم - معظمين ما سألوا دفعه من العذاب؛ ليكون موضع السؤال أعظم؛ فيدل على أن الداعية في ذلك الدعاء أكمل؛ وإخلاصه أتم؛ مكررين الوصف المقتضي للإحسان؛ مبالغة في إظهار الرغبة؛ استمطارا للإجابة -: ربنا ؛ وأكدوا؛ مع علمهم بإحاطة علم المخاطب؛ إعلاما بأن حالهم في تقصيرهم حال من أمن النار؛ حثا لأنفسهم على الاجتهاد في العمل؛ فقالوا: إنك من تدخل النار ؛ أي: للعذاب؛ فقد أخزيته ؛ أي: أذللته؛ وأهنته إهانة عظيمة؛ بكونه ظالما.
وختمها بقوله: وما للظالمين من أنصار ؛ الحاسم لطمع من يظن منهم أنه بمفازة من العذاب؛ وأظهر موضع الإضمار؛ لتعليق الحكم بالوصف؛ والتعميم.