والتفت الساق أي هذا النوع بالساق أي انضمت إليها واتصلت [بها -] ودارت إحداهما بالأخرى فكانتا [ ص: 110 ] كالشيء الواحد، وهو كناية عن الموت لأن المشي لا يكون إلا مع انفصال إحدى الساقين عن الأخرى، أو عن اشتداد الأمر جدا وبعده عن الخلاص، فإن العرب لا تذكر الساق في مثل هذا السياق إلا في أمر شديد مثل "شمر عن ساق" وإذا اشتد حراب المتحاربين: "دنت السوق بعضها من بعض" فلا افتراق إلا عن موت أحدهما أو أشد من موته من هزيمته، وعن رضي الله عنهما أنه كناية عن اختلاط شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة، وجواب إذا محذوف تقديره: زال تعلقه الذي كان بالدنيا وحبه لها وإعراضه عن الآخرة. ابن عباس