ولما أعلم هذا أن لهم الويل دائما، ذكر أن سببه عدم الإيمان بالقرآن وأن
nindex.php?page=treesubj&link=18618من لم يؤمن بالقرآن لم يؤمن بشيء أبدا، فقال مسببا عن معنى الكلام:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_34225_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فبأي حديث أي ذكر يتجدد نزوله على المرسل به في كل وقت تدعو إليه حاجة
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50بعده أي بعد هذا القرآن الذي هو شاهد لنفسه عنه بصحة النسبة إلى الله تعالى من جهة ما حاز من البلاغة في تراكيبه بالنسبة إلى كل جملة وبالنسبة إلى نظم الجمل بعضها مع بعض، وبالإخبار بالمغيبات والحمل على المعالي والتنبيه على الحكم وغير ذلك من بحور العلم ورياض الفنون، فالله باعتبار ذلك هو الشاهد بأنه كلامه
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50يؤمنون أي يجددون الإيمان بسببه بكل ما أتى به
[ ص: 188 ] النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث الذي الله شاهد بأنه كلامه بما اشتمل عليه بعد إعجازه من الدلائل الواضحة، والمعاني الشريفة الصالحة، والنظوم الملائمة للطبع والرقائق المرققة لكل قلب، والبشائر المشوقة لكل سمع، فمن لم يؤمن به لم يؤمن بحديث غيره، فإنه لا شيء يقاربه ولا يدانيه، فكيف [بأن -] يدعي شيء يباريه أو يراقيه، ومثل هذا إنما يقال عند مقاربة اليأس من الموعوظ والعادة قاضية بحلول العذاب إذ ذاك وإنزال البأس، فهو من أعظم أنواع التهديد، فقد رجع آخرها على أولها في وعيد المكذبين، وانطبق أولها على آخرها في إخزاء المجرمين - والله الهادي للصواب.
وَلَمَّا أَعْلَمَ هَذَا أَنَّ لَهُمُ الْوَيْلُ دَائِمًا، ذَكَرَ أَنَّ سَبَبَهُ عَدَمُ الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18618مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقُرْآنِ لَمْ يُؤْمِنْ بِشَيْءٍ أَبَدًا، فَقَالَ مُسَبِّبًا عَنْ مَعْنَى الْكَلَامِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_34225_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فَبِأَيِّ حَدِيثٍ أَيْ ذِكْرٍ يَتَجَدَّدُ نُزُولُهُ عَلَى الْمُرْسَلِ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَدْعُو إِلَيْهِ حَاجَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50بَعْدَهُ أَيْ بَعْدَ هَذَا الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ شَاهِدٌ لِنَفْسِهِ عَنْهُ بِصِحَّةِ النِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ جِهَةِ مَا حَازَ مِنَ الْبَلَاغَةِ فِي تَرَاكِيبِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُلِّ جُمْلَةٍ وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى نَظْمِ الْجُمَلِ بَعْضُهَا مَعَ بَعْضٍ، وَبِالْإِخْبَارِ بِالْمُغَيَّبَاتِ وَالْحَمْلِ عَلَى الْمَعَالِي وَالتَّنْبِيهِ عَلَى الْحُكْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ وَرِيَاضِ الْفُنُونِ، فَاللَّهُ بِاعْتِبَارِ ذَلِكَ هُوَ الشَّاهِدُ بِأَنَّهُ كَلَامُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50يُؤْمِنُونَ أَيْ يُجَدِّدُونَ الْإِيمَانَ بِسَبَبِهِ بِكُلِّ مَا أَتَى بِهِ
[ ص: 188 ] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي اللَّهُ شَاهِدٌ بِأَنَّهُ كَلَامُهُ بِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ إِعْجَازِهِ مِنَ الدَّلَائِلِ الْوَاضِحَةِ، وَالْمَعَانِي الشَّرِيفَةِ الصَّالِحَةِ، وَالنُّظُومِ الْمُلَائِمَةِ لِلطَّبْعِ وَالرَّقَائِقِ الْمُرَقَّقَةِ لِكُلِّ قَلْبٍ، وَالْبَشَائِرِ الْمُشَوِّقَةِ لِكُلِّ سَمْعٍ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ لَمْ يُؤْمِنْ بِحَدِيثِ غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ لَا شَيْءَ يُقَارِبُهُ وَلَا يُدَانِيهِ، فَكَيْفَ [بِأَنْ -] يَدَّعِيَ شَيْءٌ يُبَارِيهِ أَوْ يُرَاقِيهِ، وَمِثْلُ هَذَا إِنَّمَا يُقَالُ عِنْدَ مُقَارَبَةِ الْيَأْسِ مِنَ الْمَوْعُوظِ وَالْعَادَةُ قَاضِيَةٌ بِحُلُولِ الْعَذَابِ إِذْ ذَاكَ وَإِنْزَالِ الْبَأْسِ، فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ التَّهْدِيدِ، فَقَدْ رَجَعَ آخِرُهَا عَلَى أَوَّلِهَا فِي وَعِيدِ الْمُكَذِّبِينَ، وَانْطَبَقَ أَوَّلُهَا عَلَى آخِرِهَا فِي إِخْزَاءِ الْمُجْرِمِينَ - وَاللَّهُ الْهَادِي لِلصَّوَابِ.