ولما أرشد السياق لمعادلة فلا اقتحم العقبة إلى أن التقدير: ولا أحجم عن المعطبة التي هي الأفعال الموجبة للمعتبة مع كونها متعبة، بل قطع من يستحق الوصل ووصل من يستأهل القطع، ثم كان من الذين كفروا وتواصوا بالملأمة واكتسبوا السيئات واتبعوا الشهوات وعاملوا بالقسوة، عطف عليه قوله: والذين كفروا أي ستروا ما تظهر لهم مرائي بصائرهم من العلم. ولما كان الكفر بالآيات من أسوأ أنواع الكفر لأنه كفر بما جعله الله علما على غيب عهده، وهي جميع ما تدركه الحواس من الأقوال والأفعال الدالة على ذي الجلال لأنها دالة على الصفات الدالة على الموصوف بها الذي ظهر بأفعاله وبطن بعظيم جلاله، قال: بآياتنا [أي] ما لها من العظمة بالإضافة إلينا والظهور الذي لا يمكن خفاؤه هم أي خاصة لسوء ضمائرهم ولفساد جبلاتهم أصحاب المشأمة أي الخصلة المكسبة للشؤم والحرمان والهلكة فهؤلاء مشائيم على أنفسهم، وكفرهم دال على فساد جبلاتهم فهو [ ص: 68 ] يشير إلى أن من كان كفره أخف لم يكن جبليا، فيوشك أن يهدى فيكون من أصحاب الميمنة.