[ ص: 298 ] قوله : وباطل ما كانوا الجمهور قرءوا برفع الباطل ، وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون " باطل " خبرا مقدما ، و ما كانوا يعملون مبتدأ مؤخر . و " ما " تحتمل أن تكون مصدرية ، أي : وباطل كونهم عاملين ، وأن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف ، أي : يعملونه ، وهذا على أن الكلام من عطف الجمل ، عطف هذه الجملة على ما قبلها . الثاني : أن يكون " باطل " مبتدأ و ما كانوا يعملون خبره ، هكذا قال وهو لا يبعد على الغلط ، والعجب أنه لم يذكر غيره . الثالث : أن يكون " باطل " عطفا على الأخبار قبله ، أي : أولئك باطل ما كانوا يعملون ، و مكي بن أبي طالب ما كانوا يعملون فاعل بـ " باطل " ، ويرجح هذا ما قرأ به : زيد بن علي وباطل ما كانوا يعملون جعله فعلا ماضيا معطوفا على " حبط " .
وقرأ أبي - قال وابن مسعود : " وهي في مصحفهما كذلك " - ونقلها مكي عن الزمخشري " وباطلا " نصبا وفيها ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه منصوب بـ " يعملون " و " ما " مزيدة ، وإلى هذا ذهب عاصم مكي وصاحب " اللوامح " ، وفيه تقديم معمول خبر " كان " على " كان " وهي مسألة خلاف ، والصحيح جوازها كقوله تعالى : وأبو البقاء أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون فالظاهر أن " إياكم " منصوب بـ " يعبدون " . والثاني : أن تكون " ما " [ ص: 299 ] إبهامية ، وتنتصب بـ " يعملون " ومعناه : " باطلا أي باطل كانوا يعملون " ، والثالث : أن يكون " باطلا " بمعنى المصدر على بطل بطلانا ما كانوا يعملون ، ذكر هذين الوجهين ، ومعنى قوله " ما " إبهامية أنها هنا صفة للنكرة قبلها ، ولذلك قدرها بـ " باطلا أي باطل " فهو كقوله : الزمخشري
2643 - ... ... ... ... وحديث ما على قصره
و " لأمر ما جدع قصير أنفه " ، وقد قدم هو ذلك في قوله تعالى : مثلا ما بعوضة .