904 - وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامه
فالمعنى: يبذل نفسه في الله، وقيل: بل هو على أصله من الشراء، وذلك أن صهيبا اشترى نفسه من قريش لما هاجر، والآية نزلت فيه.قوله: "ابتغاء" منصوب على أنه مفعول من أجله. والشروط المقتضية للنصب موجودة. والصحيح أن إضافة المفعول له محضة، خلافا للجرمي والمبرد والرياشي وجماعة من المتأخرين. و "مرضاة" مصدر مبني على تاء التأنيث كمدعاة، والقياس تجريده عنها نحو: مغزى ومرمى.
ووقف عليها بالتاء، وذلك لوجهين: أحدهما أن بعض حمزة العرب يقف على تاء التأنيث بالتاء كما هي، وأنشدوا:
[ ص: 358 ]
905 - دار لسلمى بعد حول قد عفت بل جوز تيهاء كظهر الجحفت
وفي قوله: "بالعباد" خروج من ضمير الغيبة إلى الاسم الظاهر، إذ كان الأصل "رؤوف به" أو "بهم"، وفائدة هذا الخروج أن لفظ "العباد" يؤذن بالتشريف، أو لأنه فاصلة فاختير لذلك.