قوله تعالى: قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون .
في الصفراء قولان . أحدهما: أنه من الصفرة ، وهو اللون المعروف ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ، وابن قتيبة ، والثاني: أنها السوداء ، قال والزجاج . ورده جماعة ، فقال الحسن البصري ، هذا غلط في نعوت البقر ، وإنما يكون ذلك في نعوت الإبل ، يقال: بعير أصفر ، أي: أسود ، لأن السوداء من الإبل يشوب سوادها صفرة ، [ ص: 98 ] ويدل على ذلك: قوله تعالى: ابن قتيبة: فاقع لونها والعرب لا تقول: أسود فاقع ، وإنما تقول: أسود حالك ، وأصفر فاقع .
قال وفاقع نعت للأصفر الشديد الصفرة ، يقال: أصفر فاقع ، وأحمر قانئ ، وأخضر ناضر ، وأبيض يقق ، وأسود حالك ، وحلكوك ودجوجي ، فهذه صفات المبالغة في الألوان . الزجاج:
ومعنى تسر الناظرين تعجبهم قال شدد القوم فشدد الله عليهم . وروى ابن عباس: رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: أبو هريرة ، "لولا أن بني إسرائيل استثنوا لم يعطوا الذي أعطوا" يعني بذلك قولهم .
وإنا إن شاء الله لمهتدون .
وفي المراد باهتدائهم قولان . أحدهما: أنهم أرادوا: المهتدون إلى البقرة ، وهو قول الأكثرين . والثاني: إلى القاتل ، ذكره عن أبو صالح ابن عباس .