يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا . إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا . يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا . ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا
قوله تعالى: يسألك الناس عن الساعة قال الذي سأله عنها عروة: عتبة بن ربيعة .
قوله تعالى: وما يدريك أي: أي شيء يعلمك أمر الساعة ومتى تكون؟ والمعنى: أنت لا تعرف ذلك; ثم قال: لعل الساعة تكون قريبا .
فإن قيل: هلا قال: قريبة؟ فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها: أنه أراد الظرف، ولو أراد صفة الساعة بعينها، لقال: قريبة، [ ص: 424 ] هذا قول والثاني: أن المعنى راجع إلى البعث، أو إلى مجيء الساعة . والثالث: أن تأنيث الساعة غير حقيقي، ذكرهما أبي عبيدة . وما بعد هذا قد سبق بيان ألفاظه [البقرة: 159، النساء: 10، الإسراء: 97] . الزجاج .
فأما قوله: وأطعنا الرسولا فقال الاختيار الوقف بألف، لأن أواخر الآي وفواصلها تجري مجرى أواخر الأبيات، وإنما خوطبوا بما يعقلونه من الكلام المؤلف ليدل بالوقف بزيادة الحرف أن الكلام قد تم; وقد أشرنا إلى هذا في قوله: الزجاج: الظنونا [الأحزاب: 1] .
قوله تعالى: أطعنا سادتنا وكبراءنا أي: أشرافنا وعظماءنا . قال هم المطعمون في غزوة بدر . وكلهم قرأوا: " مقاتل: سادتنا " على التوحيد، غير فإنه قرأ: " ساداتنا " على الجمع مع كسر التاء، ووافقه ابن عامر، المفضل، ويعقوب، إلا أبا حاتم فأضلونا السبيلا أي: عن سبيل الهدى، ربنا آتهم يعنون السادة ضعفين أي: ضعفي عذابنا، والعنهم لعنا كبيرا قرأ ابن كثير، ونافع، ، وأبو عمرو وحمزة، " كثيرا " بالثاء . وقرأ والكسائي: عاصم، " كبيرا " بالباء . وقال وابن عامر: أبو علي: الكثرة أشبه بالمرار المتكررة من الكبر .