وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار .
[ ص: 165 ] قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر اختلفوا فيمن نزلت على قولين . أحدهما: في عتبة بن ربيعة، قاله والثاني: في عطاء . أبي حذيفة بن المغيرة، قاله والضر: البلاء والشدة . مقاتل .
منيبا إليه أي: راجعا إليه من شركه .
ثم إذا خوله أي: أعطاه وملكه نعمة منه بعد البلاء الذي أصابه، كالصحة بعد المرض، والغنى بعد الفقر نسي أي: ترك ما كان يدعو إليه، وفيه ثلاثة أقوال . أحدها: نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله تعالى . والثاني: نسي الضر الذي [كان] يدعو [الله] إلى كشفه . والثالث: نسي الله الذي [كان] يتضرع إليه . قال : وقد تدل "ما" على الله عز وجل، كقوله: الزجاج ولا أنتم عابدون ما أعبد [الكافرون: 3] . وقال ترك ما كان يدعو إليه . وقد سبق معنى الأنداد [البقرة: 22] ومعنى الفراء: ليضل عن سبيل الله [الحج: 9] .
قوله تعالى: قل تمتع بكفرك لفظه لفظ الأمر ومعناه التهديد، ومثله: فتمتعوا فسوف تعلمون [النحل: 55] .