يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون
قوله تعالى: إذا ناجيتم الرسول في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه، فأنزل هذه الآية، قاله [ ص: 195 ] والثاني: أنها نزلت في الأغنياء، وذلك أنهم كانوا يكثرون مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويغلبون الفقراء على المجالس، حتى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت هذه الآية، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا، وأما أهل الميسرة فبخلوا، واشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت الرخصة، قاله ابن عباس . وإلى نحوه ذهب مقاتل بن حيان، إلا أنه قال: فقدر الفقراء حينئذ على مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقدم أحد من أهل الميسرة صدقة غير مقاتل بن سليمان، علي بن أبي طالب .
وروى عن مجاهد علي رضي الله عنه قال: آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولن يعمل بها أحد بعدي آية النجوى . كان لي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت درهما، فنسختها الآية الأخرى أأشفقتم أن تقدموا . . . الآية .
قوله تعالى: ذلك خير لكم وأطهر أي: تقديم الصدقة على المناجاة خير لكم لما فيه من طاعة الله، وأطهر لذنوبكم فإن لم تجدوا يعني: الفقراء فإن الله غفور رحيم إذ عفا عمن لا يجد .
قوله تعالى أأشفقتم أي: خفتم بالصدقة الفاقة وتاب الله عليكم أي: فتجاوز عنكم، وخفف بنسخ إيجاب الصدقة . قال إنما كان ذلك عشر ليال . قال مقاتل بن حيان: ما كان إلا ساعة من نهار . قتادة: