[ ص: 321 ] إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور
قوله تعالى: إن الذين يخشون ربهم بالغيب قد شرحناه في سورة [الأنبياء: 49] "لهم مغفرة" لذنوبهم "وأجر كبير" وهو: الجنة . ثم عاد إلى خطاب الكفار، فقال تعالى: وأسروا قولكم أو اجهروا به قال نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخبره ابن عباس: جبرائيل بما قالوا، فيقول بعضهم: أسروا قولكم حتى لا يسمع إله محمد .
قوله تعالى: ألا يعلم من خلق؟! أي: ألا يعلم ما في الصدور خالقها؟! واللطيف مشروح في [الأنعام: 103] والخبير في [البقرة: 234] .
قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي: مذللة سهلة لم يجعلها ممتنعة بالحزونة والغلظ .
قوله تعالى: فامشوا في مناكبها فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: طرقاتها، رواه عن العوفي وبه قال ابن عباس، مجاهد .
والثاني: جبالها، رواه ابن أبي طلحة عن وبه قال ابن عباس، واختاره قتادة، قال: لأن المعنى: سهل لكم السلوك فيها، فإذا أمكنكم السلوك في جبالها، فهو أبلغ في التذليل . الزجاج،
[ ص: 322 ] والثالث: في جوانبها، قاله مقاتل، والفراء، واختاره وأبو عبيدة، قال: ومنكبا الرجل: جانباه . ابن قتيبة،
قوله تعالى: وإليه النشور أي: إليه تبعثون من قبوركم .