قوله تعالى: والسماء ذات الرجع أي: ذات المطر، وسمي المطر رجعا لأنه يجيء ويرجع ويتكرر والأرض ذات الصدع أي: ذات الشق، وقيل لها هذا، لأنها تتصدع وتتشقق بالنبات، هذا قول المفسرين وأهل اللغة في الحرفين .
قوله تعالى: إنه لقول فصل يعني به القرآن، وهذا جواب القسم . [ ص: 85 ] والفصل: الذي يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وما هو بالهزل أي: باللعب . والمعنى: أنه جد، ولم ينزل باللعب . وبعضهم يقول: الهاء في " إنه " كناية عن الوعيد المتقدم ذكره .
قوله تعالى: إنهم يعني مشركي مكة يكيدون كيدا [أي: يحتالون] وهذا الاحتيال المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمعوا في دار الندوة . وأكيد كيدا أي: أجازيهم [على كيدهم] بأن أستدرجهم من حيث لا يعلمون، فأنتقم منهم في الدنيا بالسيف، وفي الآخرة بالنار . فمهل الكافرين هذا وعيد من الله لهم . ومهل وأمهل لغتان جمعتا هاهنا . ومعنى الآية: مهلهم قليلا حتى أهلكهم، ففعل الله ذلك ببدر، ونسخ الإمهال بآية السيف . قال ومعنى " رويدا " مهلا، ورويدك بمعنى أمهل . قال تعالى: ابن قتيبة: فمهل الكافرين أمهلهم رويدا أي: أمهلهم قليلا، فإذا لم يتقدمها " أمهلهم " كانت بمعنى " مهلا " . ولا يتكلم بها إلا مصغرة ومأمورا بها، وجاءت في الشعر بغير تصغير في غير معنى الأمر .
قال الشاعر:
كأنها مثل من يمشي على رود
أي: على مهل .