فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [ ص: 377 ] قوله تعالى: والله أعلم بما وضعت قرأ ابن عامر ، إلا وعاصم حفصا ويعقوب (بما وضعت) بإسكان العين ، وضم التاء . وقرأ الباقون بفتح العين ، وجزم التاء ، قال من قرأ بجزم التاء ، وفتح العين ، فيكون في الكلام تقديم وتأخير ، تقديره: إني وضعتها أنثى ، وليس الذكر كالأنثى ، والله أعلم بما وضعت . ومن قرأ بضم التاء ، فهو كلام متصل من كلام ابن قتيبة: أم مريم .
قوله تعالى: وليس الذكر كالأنثى من تمام اعتذارها ، ومعناه: لا تصلح الأنثى لما يصلح له الذكر ، من خدمته المسجد ، والإقامة فيه ، لما يلحق الأنثى من الحيض والنفاس . قال ظنت أن ما في بطنها غلام ، فلما وضعت جارية ، اعتذرت . السدي: ومريم: اسم أعجمي . وفي الرجيم قولان . أحدهما: الملعون ، قاله والثاني: أنه المرجوم بالحجارة ، كما تقول: قتيل بمعنى مقتول ، قاله قتادة . فعلى هذا سمي رجيما ، لأنه يرمى بالنجوم . أبو عبيدة ،