القول في تأويل قوله تعالى:
[45] قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى [46] قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى .
قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أي: يبادرنا بالعقوبة: أو أن يطغى أي: يزداد طغيانا بالعناد، في دفع حججنا، ثم يأمر بقتلنا، أو بالتخطي إلى أن يقول في شأنك ما لا ينبغي، لجرأته وقسوة قلبه. واقتصر على الثاني . وأفاد أن في المجيء به هكذا على الإطلاق، وعلى سبيل الرمز، بابا من حسن الأدب، وتحاشيا عن التفوه بالعظيمة: الزمخشري قال لا تخافا أي: من فرطه وطغيانه: إنني معكما أي: بالحفظ والنصرة: أسمع وأرى أي: ما يجري بينكما وبينه. فأرعاكما بالحفظ. فالمفعول محذوف للقرينة، أو نزل منزلة اللازم تتميما لما يستقل به الحفظ. كأنه قيل: أنا حافظ لكما وناصر، سامع وبصير. وإذا كان الحافظ كذلك، تم الحفظ والتأييد، وذهبت المبالاة بالعدو.