[ ص: 4393 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[18] وأنـزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون .
وأنـزلنا من السماء ماء بقدر أي : بتقدير يصلون معه إلى منفعتهم . أو بمقدار ما علمناه من حاجاتهم : فأسكناه في الأرض أي : جعلناه قارا فيها ، يتفجر من الأماكن التي أراد سبحانه إحياءها كقوله : فسلكه ينابيع في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون أي : إزالته بالتغوير وبغيره ، كما قدرنا على إنزاله . ففي تنكير (ذهاب ) إيماء إلى كثرة طرقه ، ومبالغة في الإبعاد به .
قال : فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء ، ويقيدوها بالشكر الدائم ، ويخافوا نفارها ، إذا لم تشكر . الزمخشري