[ ص: 4696 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[5 - 8] ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين
ونريد أن نمن أي: نتفضل: على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة أي: يقتدى بهم في الدين بعد أن كانوا أتباعا مسخرين: ونجعلهم الوارثين أي: لملك عدوهم. كما قال تعالى: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون إلى قوله: يعرشون ونمكن لهم في الأرض أي: بالتصرف فيها تصرف الملوك: ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم أي: من أولئك المستضعفين: ما كانوا يحذرون أي: من هلاكهم وذهاب ملكهم، جزاء إفسادهم وعدم إصلاحهم وطغيانهم: وأوحينا إلى أم موسى أي: إثر ولادته في تلك الشدة: أن أرضعيه فإذا خفت عليه أي: من أولئك الدباحين الذين بأيديهم الشفار المرهفة العاملة في تلك الأنفس الزكية: فألقيه في اليم أي: في البحر، وهو النيل: ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فالتقطه [ ص: 4697 ] آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا أي: في هلاكهم على يديه.
قال أبو السعود: واللام لام العاقبة. أبرز مدخولها في معرض العلة، لالتقاطهم. تشبيها له في الترتب عليه، بالغرض الحامل عليه: إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين أي: مجرمين فعاقبهم الله بأن ربى عدوهم، ومن هو سبب هلاكهم، على أيديهم.