القول في تأويل قوله تعالى:
[54 - 55]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_32412_33679_34092_34273_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير nindex.php?page=treesubj&link=30291_30539_34306_34307_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54الله الذي خلقكم من ضعف قرئ بفتح الضاد وضمها; أي: من أصل ضعيف هو النطفة:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54ثم جعل من بعد ضعف يعني حال الطفولة والنشء:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54قوة يعني حال البلوغ والشبيبة إلى الاكتهال وبلوغ الأشد:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة أي: بالشيخوخة والهرم:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54يخلق ما يشاء أي: من الأشياء، ومنها هذه الأطوار التي يتقلب بها الإنسان:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54وهو العليم القدير أي: الواسع العلم والقدرة، كيف؟ وهذا الترديد في الأحوال المختلفة والتغيير من صفة إلى صفة، أظهر دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=33679علم الصانع سبحانه وقدرته، المستتبع انفراده بالألوهية:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة أي: في الدنيا أو القبور، وإنما يقدرون وقت لبثهم بذلك على وجه استقصارهم له، أو ينسون أو يكذبون أو يخمنون:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55كذلك كانوا يؤفكون أي: مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا، وهكذا كانوا يبتون أمرهم على خلاف الحق. كذا في (الكشاف).
[ ص: 4790 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان، وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا، فمنه إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا غير ساعة واحدة في الدنيا، ومقصودهم بذلك عدم قيام الحجة عليهم، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم. انتهى.
وقال
الشهاب: المراد من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55كذلك كانوا يؤفكون تشابه حاليهم في الكذب، وعدم الرجوع إلى مقتضى العلم; لأن مدار أمرهم على الجهل والباطل، والغرض من سوق الآية، وصف المجرمين بالتمادي في الباطل، والكذب الذي ألفوه. انتهى.
وقيل: كان قسمهم استقلالا لأجل الدنيا، لما عاينوا الآخرة، تأسفا على ما أضاعوا في الدنيا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[54 - 55]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_32412_33679_34092_34273_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ nindex.php?page=treesubj&link=30291_30539_34306_34307_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ قُرِئَ بِفَتْحِ الضَّادِ وَضَمِّهَا; أَيْ: مِنْ أَصْلٍ ضَعِيفٍ هُوَ النُّطْفَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ يَعْنِي حَالَ الطُّفُولَةِ وَالنَّشْءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54قُوَّةً يَعْنِي حَالَ الْبُلُوغِ وَالشَّبِيبَةِ إِلَى الِاكْتِهَالِ وَبُلُوغِ الْأَشُدِّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً أَيْ: بِالشَّيْخُوخَةِ وَالْهَرَمِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ أَيْ: مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَمِنْهَا هَذِهِ الْأَطْوَارُ الَّتِي يَتَقَلَّبُ بِهَا الْإِنْسَانُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ أَيِ: الْوَاسِعُ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، كَيْفَ؟ وَهَذَا التَّرْدِيدُ فِي الْأَحْوَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالتَّغْيِيرُ مِنْ صِفَةٍ إِلَى صِفَةٍ، أَظْهَرُ دَلِيلٍ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=33679عِلْمِ الصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَقُدْرَتِهِ، الْمُسْتَتْبِعِ انْفِرَادَهُ بِالْأُلُوهِيَّةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ أَيْ: فِي الدُّنْيَا أَوِ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يُقَدِّرُونَ وَقْتَ لَبْثِهِمْ بِذَلِكَ عَلَى وَجْهِ اسْتِقْصَارِهِمْ لَهُ، أَوْ يَنْسَوْنَ أَوْ يَكْذِبُونَ أَوْ يُخَمِّنُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ أَيْ: مِثْلَ ذَلِكَ الصَّرْفِ كَانُوا يُصْرَفُونَ عَنِ الصِّدْقِ وَالتَّحْقِيقِ فِي الدُّنْيَا، وَهَكَذَا كَانُوا يَبُتُّونَ أَمْرَهُمْ عَلَى خِلَافِ الْحَقِّ. كَذَا فِي (الْكَشَّافِ).
[ ص: 4790 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ جَهْلِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَفِي الدُّنْيَا فَعَلُوا مَا فَعَلُوا مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَفِي الْآخِرَةِ يَكُونُ مِنْهُمْ جَهْلٌ عَظِيمٌ أَيْضًا، فَمِنْهُ إِقْسَامُهُمْ بِاللَّهِ أَنَّهُمْ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الدُّنْيَا، وَمَقْصُودُهُمْ بِذَلِكَ عَدَمُ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يُنْظَرُوا حَتَّى يُعْذَرَ إِلَيْهِمُ. انْتَهَى.
وَقَالَ
الشِّهَابُ: الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=55كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ تَشَابُهُ حَالَيْهِمْ فِي الْكَذِبِ، وَعَدَمِ الرُّجُوعِ إِلَى مُقْتَضَى الْعِلْمِ; لِأَنَّ مَدَارَ أَمْرِهِمْ عَلَى الْجَهْلِ وَالْبَاطِلِ، وَالْغَرَضُ مِنْ سَوْقِ الْآيَةِ، وَصْفُ الْمُجْرِمِينَ بِالتَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، وَالْكَذِبِ الَّذِي أَلِفُوهُ. انْتَهَى.
وَقِيلَ: كَانَ قَسَمُهُمُ اسْتِقْلَالًا لِأَجْلِ الدُّنْيَا، لَمَّا عَايَنُوا الْآخِرَةَ، تَأَسُّفًا عَلَى مَا أَضَاعُوا فِي الدُّنْيَا.