القول في تأويل قوله تعالى :
[ 27 ] تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل أي : تدخل أحدهما في الآخر ، إما بالتعقيب أو بالزيادة والنقص : وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي كالحيوان من النطف والنطف منه ، والبيض من الطير وعكسه . وقيل : إخراج المؤمن من الكافر وبالعكس . قال القفال : والكلمة محتملة للكل ، أما الكفر والإيمان فقال تعالى : أومن كان ميتا فأحييناه يريد : كان كافرا فهديناه ، فجعل الموت كفرا والحياة إيمانا ، وسمى إخراج النبات من الأرض إحياء ، وجعلها قبل ذلك ميتة ، فقال : يحيي الأرض بعد موتها وقال : فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها وقال : كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وترزق من تشاء بغير حساب أي : رزقا واسعا غير محدود .
[ ص: 822 ]