[ 17 - 19] والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار .
والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها يعني الأوثان. وفعلوت للمبالغة: وأنابوا إلى الله لهم البشرى أي: بالثواب: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أي: إيثارا للأفضل واهتماما بالأكمل. قال : أراد أن يكونوا نقادا في الدين، يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل، ويدخل تحته المذاهب واختيار أثبتها على السبك، وأقواها عند السبر، وأبينها دليلا وأمارة، وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل: الزمخشري
ولا تكن مثل عير قيد فانقادا
يريد المقلد. انتهى.
ويدخل تحته أيضا إيثار الأفضل من كل نوعين، اعتراضا، كالواجب مع الندب، والعفو مع القصاص، والإخفاء مع الإبداء في الصدقة، وهكذا: أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار أي: أفأنت تنقذه منها؟ أي: لا يمكن إنقاذه أصلا.