[ ص: 5292 ] بسم الله الرحمن الرحيم
44- سورة الدخان
قال المهايمي : سميت به لدلالة آيته على أنه جزاء غشيان أدخنة النفوس الخبيثة، بصائر قلوب أهلها وأرواحهم. ولذلك رأوا الدلائل شبهات الشياطين.
وجعلوا المميز بينهما مجنونا. وإن القرآن كاشف عنه ككشف الدخان المحسوس عنهم، وهي مكية. وآيها خمسون وتسع.
روى مرفوعا: الترمذي . من قرأ [ حم الدخان] في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك
ثم قال: غريب. وعمرو بن أبي خثعم راويه، يضعف. قال : منكر الحديث. أفاده البخاري . ابن كثير
[ ص: 5293 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1 - 3] حم والكتاب المبين إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين
يعني . وكانت في رمضان. كما قال سبحانه: ليلة القدر التي قدر فيها سبحانه إنزال ذكره الحكيم شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن قال : ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان، فقد أبعد النجعة؛ فإن نص القرآن أنها في رمضان. وما روي من الآثار في فضلها، فمثله لا تعارض به النصوص. هذا على فرض صحتها. وإلا فهي ما بين مرسل وضعيف. والبركة اليمن. ولا ريب أنها كانت أبرك ليلة وأيمنها على العالمين، بتنزيل ما فيه الحكمة والهدى، والنجاة من الضلال والردى. قال ابن كثير القاشاني : ووصفها بالمباركة، لظهور الرحمة والبركة، والهداية والعدالة في العالم بسببها. وازدياد رتبته صلى الله عليه وسلم وكماله بها. كما سماها (ليلة القدر) لأن قدره وكماله إنما ظهر بها.
إنا كنا منذرين أي: من خالف مقتضى الحكمة وقوة الدلائل، واختار المذام وتذلل للهوى ولم يكتف بهداية الله، ولم يقت روحه بقوت معارفه، وذلك لتقوم حجة الله على عباده.