القول في تأويل قوله تعالى:
[ 20 - 21] هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون .
هذا أي: القرآن: بصائر للناس أي: يبصرون به الحق من الباطل، ويعرفون به سبيل الرشاد. قال : جعل ما فيه من معالم الدين والشرائع بمنزلة البصائر في القلوب كما جعل روحا وحياة، أي: فهو تشبيه بليغ: الزمخشري وهدى أي: من الضلالة: ورحمة أي: من العذاب لمن آمن وأيقن: لقوم يوقنون أي: يطلبون اليقين: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أي: اكتسبوا سيئات الأعمال: أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون أي: من عدم التفاوت.
قال : والمعنى الزمخشري ، لافتراق أحوالهم أحياء حيث عاش هؤلاء على القيام بالطاعات، وأولئك على ركوب المعاصي، ومماتا حيث مات هؤلاء على البشرى بالرحمة، والوصول إلى ثواب الله ورضوانه، وأولئك على اليأس من رحمة الله، والوصول إلى هول ما أعد لهم. انتهى. إنكار أن يستوي المسيئون والمحسنون محيا، وأن يستووا مماتا
[ ص: 5324 ] وزد عليه: حيث عاش هؤلاء على الهدى، والعلم بالله، وسنن الرشاد، وطمأنينة القلب، وأولئك على الضلال والجهل، والعبث بالفساد، واضطراب القلب، وضيق الصدر، بعدم معرفة المخرج المشار إليه بآية: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا