القول في تأويل قوله تعالى:
[50 - 56] وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى [ ص: 5588 ] والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى
وأنه أهلك عادا الأولى يعني قوم هود. وسميت الأولى لتقدمها في الزمان.
وثمود أي: قوم صالح ، فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى أي: أشد في كفرهم وأطغى أي: أشد طغيانا وعصيانا من الذين أهلكوا بعدهم، لتمردهم على الكفر، ورد دعوته في طول مدته بينهم، وهي أطول مدد الأنبياء عليهم السلام.
والمؤتفكة أي: قرى قوم لوط التي ائتفكت بأهلها، أي: انقلبت.
أهوى أي: أهواها على أهلها ودمرها.
فغشاها ما غشى أي: من العذاب السماوي الذي صب عليها.
فبأي آلاء ربك أي: نعمائه.
تتمارى أي: ترتاب وتشك وتجادل في أنها ليست من عنده، وهو الذي أنعم بالإغناء والإقناء وإرسال الرسل، وقهر أعدائهم.
هذا أي: القرآن نذير من النذر الأولى أي: إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم. أو هذا الرسول نذير من جنس من تقدمه، ليس بدعا من الرسل.